فقال علي: « (اللَّهُ يَتَوَفَّى الاَْنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)([478])، (وَمَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ)([479]) ». فأخذت ابن زياد عزّة الإثم، وانتهره قائلاً: ـ « وبك جرأة لجوابي ! ». وصاح الخبيث الأثيم بجنده: ـ « اذهبوا به، فاضربوا عنقه ». فجاشت بعمّة الغلام قوّة لا يردّها سلطان ولا يرهبها سلاح ; لأنّها قوّة من هان لديه الموت وهانت عليه الحياة، فاعتنقت الغلام اعتناق من اعتزم ألاّ يفارقه إلاّ وهو جثّة هامدة، وأقسمت: « لئن قتلته لتقتلني معه ». فارتدّ ابن زياد مشدوهاً، وهو يقول متعجّباً: ـ « يا للرحم ! إنّي لأظنّها ودّت أنّي قتلتها معه ». ثمّ قال: « دعوه لما به »([480]).. كأنه حسب أنّ العلّة قاضية عليه. وعلي هذا هو زين العابدين جدّ كلّ منتسب إلى الحسين (عليه السلام)، وكان ـ كما قال ابن سعد([481]) في الطبقات ـ: « ثقة كثير الحديث عالياً رفيعاً ورعاً »([482])،