أبو مخنف لوط بن يحيى: أكثر ما يرويه الناس من شعر سيّدنا أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)إنّما هو ما تمثّل به، وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانّه وأماكنه ورويته عن ثقات الرجال، منهم: عبد الرحمان بن نخبة الخزاعي، والمسيّب بن رافع المخزومي، وغيرهما. ولقد أنشدني يوماً رجل من ساكني سَلْع هذه الأبيات، فقلت له: اكتبنيها، فقال لي: ما أحسن رداءك هذا ! وكنت قد اشتريته يومي ذاك بعشرة دنانير، فطرحته عليه، فاكتبنيها، وهي: ذهب الذين أُحبّهم *** وبقيت فيمن لا أُحبّه فيمن أراه يسبّني *** ظهر المغيب ولا أسبّه يبغي فسادي ما استطاع *** وأمره ممّا أدّبه حنقاً يدبّ إلى الضرّاء *** وذاك ممّا لا أدبه ويرى ذباب الشرّ من *** حولي يطنّ ولا يذبّه وإذا جنا وغر الصدور *** فلا يزال به يشبّه أفلا يعيج بعقله *** أفلا يثوب إليه لبّه أفلا يرى أنّ فعله *** ممّا يسور إليه غبّه حسبي بربّي كافياً *** ما أختشي والبغي حسبه ولقلّ من يبغى عليه *** فما كفاه الله ربّه([27]) وروى ابن كثير عن إسحاق بن إبراهيم، قال: بلغني أنّ الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع، فقال: