إلى أهل الكوفة كتاباً مع قيس بن مسهر الصيداوي يخبرهم بمقدمه ويحضّهم على الجدّ والتساند، فوافى قيس القادسيّة، وقد رصد فيها شرط عبيد الله، فاعتقلوه وأشخصوه إليه.. فأمره عبيد الله أن يصعد القصر فيسبّ « الكذّاب ابن الكذّاب الحسين بن علي ! » وينهى الناس أن يطيعوه. فصعد قيس، وقال: « أيّها الناس، إنّ هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمة بنت رسول الله، وأنا رسوله إليكم، وقد فارقته بالحاجز فأجيبوه، والعنوا عبيد الله بن زياد وأباه ». فما كان منهم إلاّ أن قذفوا به من حالق، فمات([343]). وحدث مثل هذا مع عبد الله بن يقطر، فأبى أن يلعن الحسين، ولعن عبيد الله بن زياد، فألقوا به من شرفات القصر إلى الأرض، فاندكّت عظامه ولم يمت، فذبحوه([344]). وجعل الحسين كلّما سأل قادماً من العراق أنبأه بمقتل رسول من رسله أو داعية من دعاته، فأشار عليه بعض صحبه بالرجوع، وقال له غيرهم: « ما أنت مثل مسلم بن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع ». ووثب بنو عقيل فأقسموا لا يبرحون حتّى يدركوا ثأرهم أو يذوقوا