إن الله عزّ وجلّ يقول: ويل للذين يختلون[281] الدنيا بالدين، وويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقيّة، أبييغترّون ؟ أم علىّ يجترئون ؟ فبي حلفت لأُتيحنّ لهم فتنة تترك الحليم منهم حيران[282]. ] 145[ وفي البحار في حديث طويل يرويه عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: حججت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع، فلمّا قضى النبي (صلى الله عليه وآله) ما افترض عليه من الحجّ أتى مودّع الكعبة، فلزم حلقة الباب ونادى برفيع صوته: أيها الناس... (إلى أن قال:): وأصبح المؤمن ذليلا، والمنافق عزيزاً، مساجدهم معمورة بالأذان، وقلوبهم خالية من الإيمان، واستخفّوا بالقرآن، وبلغ المؤمن عنهم كل هوان، فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الحنظل، فهم ذئاب، وعليهم ثياب، ما من يوم إلاّ يقول الله تبارك وتعالى: أفبي تغترّون ؟ أم علىّ تجترئون ؟[283] ما ورد من طريق أهل السنّة: ] 146[ أخرج الترمذي: عن سويد، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن عبيدالله، قال: سمعت أبي يقول: سمت أبا هريرة يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يخرج في آخر الزّمان رجال يختلون الدّنيا بالدّين، يلبسون للنّاس جلود الضّأن من اللّين، ألسنتهم أحلى من السّكّر، وقلوبهم قلوب الذّئاب، يقول الله عزّ وجلّ: أبي يغترّون ؟ أم علىّ يجترئون ؟ فبي حلفت لأبعثنّ على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيراناً [284].