فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم اشفع لنا عند ربك، فيقول: إنّ لي ذنباً وخطيئة، فعليكم بنوح، فيأتون نوحاً، فيردّهم إلى من يليه، ويردّهم كل نبي إلى من يليه، حتّى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول الله، فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه، فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنّة، ويستقبل باب الرحمة، ويخرّ ساجداً، فيمكث ما شاء الله فيقول الله: إرفع رأسك، واشفع تشفع، واسأل تعط.[506] رواه العياشي في تفسيره عن سماعة بن مهران، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في قوله الله: (عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محموداً) قال بنحوه مع اختلاف في بعض الألفاظ[507]. ] 267[ وروى العياشي في تفسيره أيضاً تفصيله عن خيثمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد (عليه السلام) أنا والمفضّل بن عمر ليلا، ليس عنده أحد غيرنا، فقال له المفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثاً نسرّ به. قال: نعم، إذا كان يوم القيامة حشر الله الخلائق في صعيد واحد، حفاة عراة غرلا. قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل ؟ قال: كما خلقوا أوّل مرّة، فيقفون، حتّى يلجمهم العرق، فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار، يرون أن في النار راحة فيما هم فيه. ثمّ يأتون آدم، فيقولون: أنت أبونا، وأنت نبىّ، فسل ربّك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول آدم: لست بصاحبكم خلقني ربّي بيده، وحملني على عرشه، وأسجد لي ملائكته، ثم أمرني فعصيته، ولكنّي أدلّكم على ابني الصدّيق الذي مكث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً يدعوهم، كلّما كذّبوا اشتد تصديقه: نوح. قال: فيأتون نوحاً فيقولون: سل ربّك حتّى يحكم بيننا ولو إلى النّار، قال: فيقول: لست بصاحبكم، إنّي قلت: إنّ ابني من أهلي، ولكن أدلّكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا، إئتوا إبراهيم.