واعتبر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والذي جاء تأسيسه بأمر من سماحة آية الله السيد علي الخامنئي مد ظله العالي في عام 1988 بأمينه العام آية الله واعظ زادة الخراساني في إيران بعد 45 عاماً من تأسيس دار التقريب بين المذاهب في مصر، اعتبر فلسفته الوجودية استمراراً للطريق الذي سلكه أولئك العظام ويعتبر نفسه استمراراً لوجود دار التقريب في مصر وعقد هذا المجمع في الذكرى السنوية لرحيل آية الله العظمى السيد البروجردي مؤتمراً لتكريم آية الله العظمى السيد البروجردي والشيخ محمود شلتوت بتاريخ شوال المكرم 1421 هـ . ق في طهران وقم شارك فيهما العلماء والمفكرون وكبار مراجع التقليد من إيران والشيوخ وكبار الأساتذة من جامع الأزهر من مصر بدعوة من منظمي المؤتمر وتم فيه تبيين الأسس العلمية لأفكارهما الإصلاحية كخطوة جديدة في سبيل الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب الإسلامية. وقد كان من بين المشاركين وفد علمائي كبير من علماء الأزهر مؤلف من 20 شخصاً من بينهم الشيخ محمود عبد الغني عاشور نائب شيخ الأزهر والشيخ فريد واصل المفتي المصري آنذاك وعمداء كليات الأزهر وصحفيون وأساتذة معروفين وقد أضفى هؤلاء الضيوف طابعاً مرموقاً على هذا الاجتماع. كما التقى الوفد المصري هذا بكل من قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية كما حضر الوفد في صلاة الجمعة، والقي نائب شيخ الأزهر كلمة مهمة جداً بين المصلين في صلاة الجمعة. كما التقى الوفد المصري في مدينة قم عدداً من كبار مراجع التقليد والفضلاء والأساتذة واجروا معهم محادثات كما زار أعضاء الوفد المراكز المهمة في المدينة. وحول أهمية هذا المؤتمر تكفي الإشارة إلى ما قالته إحدى الصحف المصرية المهمة حول المؤتمر إذ كتبت هذه الصحيفة: لم يعقد مثل هذا المؤتمر الرائع والمهم طوال التاريخ وبعد الحوادث المؤسفة في الصدر الإسلامي الأول وقد اجتمع قادة العالمين الشيعي والسني في مكان واحد. وكان لهذا المؤتمر أصداءً واسعة في الصحف المصرية والإيرانية والمنطقة العربية. فعلى أية حال ينطوي هذا الكتاب على مجموعة من المقالات التي كانت حصيلة ذلك الاجتماع الكبير والذي تقدمه المعاونية الثقافية لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية وبجهود أخينا الفاضل حجة الإسلام والمسلمين أوحدي إلى الشباب والفضلاء المحترمين في الحوزات العلمية والمراكز العلمية والجامعية ونأمل أن يتكرر عقد مثل هذه المؤتمرات الوحدوية في طهران والقاهرة وفي باقي البلدان الإسلامية وتؤدي إلى نشر فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية. سيد جلال الدين ميرآقائي المسؤول عن لجنة إقامة مؤتمر تكريم آية الله بروجردي والشيخ محمود شلتوت