بسم الله الرحمن الرحيم الحكومة الإسلامية من ضروريات الدين لا أعرف فقيها يعتبر الحكومة الإسلامية وإقامتها من ضروريات الدين، بما تحمل هذه الكلمة من مدلول فقهي خطير. فأن ضروريات الدين هي الأمور التي يلازم إنكارها إنكار الدين رأسا، وهو بمعنى الارتداد، وذلك أن التشكيك في الأمور الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالضرورة بمعنى الشتكيك في الرسالة والنبوة. والتشكيك في الرسالة والنبوة من الارتداد باتفاق كلمات الفقهاء. وقد لاحظت في كلمات آية الله الفقيه المحقق السيد البروجردي رحمه الله اعتبار الحكومة الإسلامية من ضروريات الدين. ورأيه هذا يذكره عنه تلاميذه الذين كتبوا دروسه التي ألقاها في بحث صلاة الجمعة. أجمال البحث يقرر السيد البروجردي رحمه الله هذه الحقيقة ضمن أربع نقاط: النقطة الأولى: أن للحياة الاجتماعية متطلبات وضرورات لا يمكن ان ينهض بها الأفراد، ولا يتأتى إلا من قبل الأنظمة السياسية والإدارية (الحكومة والدولة) مثل شؤون الآمن الداخلي والخارجي والقضاء. النقطة الثانية: إن الشريعة الإسلامية لم تهمل هذه المتطلبات بالضرورة. وأولاها اهتماماً كبيراً في صلب التشريع ولابد أن تقرر الشريعة لهذه الضروريات من ينهض بها في المجتمع لإدارة المجتمع وتنظيم حركته السياسية.