بفكرة سد باب الاجتهاد في الشريعة الإسلامية واعتبره قيداً للعقول، وتعطيلاً لكتاب الله، ومجافاة لنصوصه الداعية إلى البحث والنظر، فهو صاحب مدرسة دفعت الفكر الإسلامي إلى الأمام، وله آراؤه الإصلاحية التي عم صداها أرجاء العالم ولازالت آراؤه مصابيح تنير للكثيرين من العلماء معالم طريق الحق حتى الآن، ويقول عنه فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الحالي والذي يعتز بفكر وفقه الإمام الراحل في كتابه الاجتهاد في الأحكام الشرعية: (لقد كان فضيلته ـ رحمه الله ـ من ألمع العقليات الفقهية التي اشتغلت بالفقه وتفسير القرآن، وكانت له آراؤه ونظراته الاجتهادية في الأحكام الفقهية لم يكتف فيها بمجرد النقل عن الكتب، وإنّما كان له رأيه الذي جهر به بعد أن درس وطالع، ووازن ورجح، معتمداً على النصوص الشرعية الصحيحة، وعلى ما منحه الخالق ـ عز وجل ـ من عقل راجح، ومن فكر ثاقب، ومن شجاعة في تبليغ كلمة الحق دون أن يخشى أحداً سوى خالقه ـ سبحانه وتعالى ـ ولقد كان ـ رحمه الله ـ شعلة من النشاط الديني والعلمي والاجتماعي والسياسي منذ مطلع شبابه، فهو الفقيه الكبير، والمصلح الاجتماعي، والكاتب البارز، والخطيب الممتاز، والمدافع عن دينه وأمته بأسلوب بليغ، وبحجة مقنعة وبعقل حكيم راجح). نشأته وحياته ولد الإمام الراحل في 23 من أبريل عام 1893 ببلدة منية بني منصور مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الأزهري عام 1906 وكان الأول على أقرانه في جميع سني الدراسة بهذا المعهد، ثم نال شهادة العالمية النظامية عام 1918 وكان الأول في ترتيب الناجحين فيها، ثم عين مدرساً بمعهد الإسكندرية عام 1919، وتابع نشاطه العلمي في المعهد وفي الأوساط العلمية، وفي الصحافة فيما يتصل بعلوم اللغة والتفسير والحديث وسائر العلوم الدينية، ونادى بوجوب إصلاح الأزهر واستقلاله عن الجهات التي كان يخضع لها، وفي نفس العام اندلعت الثورة في مصر ضد الاستعمار الانجليزي فشارك فيها فضيلته بقلمه ولسانه وجرأته المعهودة وأخذ ينتقل من مكان إلى آخر للتحريض على محاربة الاستعمار، وفي عام 1927 عين مدرساً في القسم العالي بالقاهرة، وقد تجاوبت فكرته الإصلاحية مع فكرة الإمام المراغي شيخ الأزهر في ذلك الوقت عام 1928 في إصلاح الأزهر وأيد