التجاور والتعايش بين الطائفتين. ويتوارد مع ذكريات عذبة وعلاقات علمية وثقافية بين المسلمين في عصرٍ ذهبيٍ مزدهرٍ من عصور الإسلام. ومن نظر في كتاب »حقائق التأويل« ([25]) .للشريف الرضي يعرف مدى اتصاله بمشايخه من أهل السنة وتبجيله لهم وترحمه عليهم. وهذا الكتاب هو تفسير أدبي مطول للقرآن الكريم في عشرة أجزاءٍ لم يبق منها ـ مع الأسف ـ سوى جزء واحد طبع في النجف الأشرف قبل عشرات السنين. وبالرغم من أنّ بغداد قد شهدت على مر التاريخ ـ ولاسيما بعد الإطاحة بالدولة البويهية ومجيء السلاجقة ـ مواجهات ومصادمات علمية وفكرية حادة وعنيفة ربما أسفرت عن اشتباكات دامية أكثر حدة وعنفاً، وبالرغم من المذابح العامة التي تعرض لها شيعة بغداد في أواخر العصر العباسي لكن على المؤرخين من الفريقين أنّ لا يكتفوا باسترجاع شريط هذه الذكريات القاسية المرة ويهملوا الجوانب الإيجابية المفرحة في علاقات الطائفتين، وألوان الاحترام المتبادل الذي كان سائداً في أوساطهم. وهنا يكمن بيت القصيد والحد الفاصل بين أنصار التقريب بين المذاهب ومعارضيه، إذ من أي زاوية يحكمون على التاريخ الإسلامي؟ وفي العراق مراقد ستة من الأئمة المعصومين، ودار الإمام الثاني عشر للشيعة ومكان غيبته. وكلها تحظى باحترام وتعظيم جميع المسلمين وأهالي العراق. وهناك الحوزة العلمية التي مر عليها حوالي ألف سنةٍ في النجف الأشرف، وهي ذات سوابق كريمة في تربية آلاف الآثار العلمية في شتى العلوم. وكانت هذه