وحرقة لما يعاني منه المسلمون من الفرقة، والتناحر، والابتعاد عن الإسلام. ولم تكن تحركاته رحمه الله في نشر مفاهيم الإسلام والدعوة إلى الله مقتصرة على النجف الأشرف، بل امتدت إلى مختلف بقاع العالم الإسلامي، كما كان يتصل برؤساء الدول والسياسيين، ويزرع في نفوسهم روح الخير والفضيلة، والتأكيد على دور الإسلام في توحيد الصفوف ونبذ الخلاف والفرقة. وأما أهم أسفاره: 1 ـ رحلته في غرة شوال (سنة 1329 هـ) إلى الحجاز، واجتماعه مع كبار علمائها. 2 ـ رحلته إلى بلاد الشام، وقد التقى فيها مع الشيخ أحمد طبارة، والشيخ عارف الزين، وعبد الكريم الخليل، وعبد الغني العريس، وباتروباولي. واتصل بالأديب أمين الريحاني، وحل ضيفاً على رشيد بيضون. 3 ـ رحلته إلى القاهرة: وقد اجتمع بعلماء الأزهر طيلة ثلاثة أشهر قضاها في القاهرة، حيث ألقى عدة محاضرات على طلاب العلم في الأزهر الشريف، كما ألقى بعض الخطب في الكنائس مفنداً فيه مزاعم المبشرين ([192]). 4 ـ سفره لحضور المؤتمر الإسلامي في فلسطين (سنة 1350هـ) الذي انعقد ليلة المبعث، وحضره كبار علماء المذاهب الإسلاميّة من أغلب الأقطار، واجتمع ما يقارب خمسين ألفاً من المسلمين، فخطب فيهم خطبة بليغة، ولما نزل من المنبر ائتم به في الصلاة جميع علماء المذاهب الأربعة وغيرهم، حتّى علماء الوهابية والخوارج، حيث طلبوا منه بأن يكون هو الإمام لهم في جميع الفرائض الخمس مدة بقائهم بالقدس. وقد نشرت الصحف العالمية هذا الحدث العظيم الذي لم يتفق لأحد، ورجع من سفره، فاستقبله الناس بحفاوة بالغة، ونظمت القصائد بحقه، وقد أحصي ما قيل فيه فوجد أنّه يزيد على العشرة آلاف بيت موجودة في مكتبته([193]).