كبير في عالمنا المتنوع المعاش، خالقا من ذلك الموضوع خطابا جديداً، وفكراً بكراً، وأثراً خالداً. درّة علم وبحث، وكنز إنساني لا نفاد له، لو بقي ولم تتطاول إليه اليد الآثمة المجرمة لتخطفه من الحوزة العلمية، لشهد المجتمع الشيعي خاصة والإسلامي عامة في المستقبل القريب تحليقاً آخر في سماء المرجعية والزعامة العلمية والدينية. وبفضل اللّه وعونه تُوجت كل تلك الفضائل الكبرى بسموّ مرتبة الجهاد في سبيل اللّه. فحين دخلت حوزة النجف العريقة تجربة تيارات الصحوة الإسلامية والثورية، سلك هذا الرجل المتيقّظ الواعي طريق الجهاد العلميّ والسياسي وضاعف من تألقه المعنوي، وأحسّ بعمق حاجة عصره، وسار بخطى ثابتة على الطريق الذي اختطه أجداده الطاهرون لأتباعهم وخلفائهم. وما أسرع ما نال أجر هذه التضحية العظيمة.. أجرا تجسّد في المحنة ثم الشهادة في سبيل ربّ العالمين. الشهيد آية اللّه الصدر هو دونما شك أسوة وقدوة للطلاب والفضلاء الشباب. دروسه في بناء الإنسان لم تنته بشهادته المفجعة. آثاره العلمية ومنهجه في البحث ماثلة أمام الفضلاء الشباب في الحوزة العلمية، وإشارة إصبعه توجههم إلى طريق العظمة والمجد العلمي مقرونا بالتفتح والرؤية العالمية. الحوزات العلمية اليوم بحاجة أيضاً إلى الشهيد الصدر والى كلّ ما فيه من عناصر الهمّة والطاقة التي تساعدهم على متابعة طريقه العلمي ورؤيته الإسلامية ونظرته العالمية.