في إصلاح أحوال الأمة ترشيد لصحوتها إعداد الأستاذ نور الدين المازني([1]) حسنا فعل الأخوة القائمون على شؤون المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، جازاهم الله كلّ خير، عندما اختاروا موضوع (الصحوة الاسلامية: آفاقها المستقبلية وترشيدها) كعنوان رئيسي للمؤتمر السابع عشر للوحدة الاسلامية الذي تحتضنه طهران في هذه الأيّام المباركة والمسلمون يحتفلون بذكرى مولد سيّد الأنام وخاتم الانبياء سيّدنا محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)، رسول التوحيد والوحدة وملهمنا في هذا الظرف الدقيق الذي تمرّ به الأمّة وقد أصبحت مستهدفة في مقوّماتها الأساسيّة من عقيدة وهويّة ومقدّسات بل وفي أمنها وكيانها ووجودها ذاته و(تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكَلَةُ على قصعتها (كما تنّبأ بذلك الرسول الاكرم). وهذا الحديث الشريف ماثل أمامنا في عالم اليوم من خلال ما نشاهده ونسمعه ونقرأه في كل لحظة عن أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وما يتعرّضون إليه من شتّى أنواع المهانة والظلم والإقصاء والتهميش وكأنـّهم لم يكونوا في يوم من الأيّام (خير أمة أخرجت للناس). لما تردّت أحوال المسلمين؟ بالتأكيد هناك عوامل كثيرة أدّت إلى هذا التردّي لعل من أبرزها ابتعاد المسلمين عن القيم الأصيلة لهذا الدين العظيم، دين السماحة والرحمة والوسطيّة، ودين التضامن الوحدة والعلم والعمل والاجتهاد والبذل، إنّها منظومة قيم نبيلة قامت عليها حضارة عظمية أشعت على العالم لعصور طويلة وأنتجت نهضة فكرية وعلمية وعمرانية قل نظيرها إلى اليوم. وحتى الصحوة الاسلامية التي استبشرت بها الأمة خيرا قبل عقدين ونيف وعلقت عليها الأماني والآمال لتجديد دينها وإحياء أمجادها وإسهاماتها في الحضارة الكونية سرعان ما فتر بريقها وحادت عن طريقها بفعل سلوكيات مشينة وانحرافات خطيرة هيمن عليها فكر الغلو والتعصب والانغلاق الذي لا يرى في الشريعة متسعا وفي اختلاف الرأي فضيلة وفي تنوع الأقوام والأجناس والمعتقدات والمذاهب حكمة إلاهية تعلمنا كيف نختلف دون أن نتحارب، وكيف نجتهد دون أن نتصادم، فكانت النتيجة أعمالا إرهابية وأحداثا جساما استبيح فيها قتل الأبرياء، وترويع الآمنين ونشر الخراب والدمار في ديار الإسلام وخارجها على حد سواء، وتأذى من ذلك المسلمون أيما أذى وشُوهت صورة العقيدة الغراء لدى غيرنا من الشعوب والأمم التي تألبت علينا وأصبحت تنظر بعين الشك والريبة إلى كل ماله علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد، وتجندت بكل ماتمتلكه من قوى وما تختزنه من طاقات واستراتيجيات لمحاربة ما تسميه بالإرهاب الذي لا يمكن لها أن تتصوره خارج الإطار الإسلامي وتحت هذا الشعار حصلت ردات فعل لم تعرف حدودا ولا قيودا استهدفت سائر المسلمين دون تحقيق ولا تدقيق ليصبح الجميع ضحيّة التضييقات والحملات العنصريّة الظالمة. بامكان الأمة أن تتجاوز محنتها… لقد مرّت الأمّة الإسلامية عبر تاريخها الطويل بفترات أشدّ وطأة وأكثر إيلاما وأفدح ضررا واستطاعت بفضل عزيمة رجالها وصدق حكمائها واجتهاد علمائها أن تتجاوز مثل هذه المحن، والأمل معقود على قوى الخير في الامة للإسهام إسهاما فاعلا في الإصلاح والترشيد من خلال الفقهاء والمفكرين الذين عرفوا بسعة العلم والغيرة على الدين والحرص على أمن وأمان المسلمين، والسعي الدؤوب لتحصينهم من كلّ ما يفسد عقيدتهم ويضعف وحدتهم ويعرقل تقدّمهم ويحول دون تواصلهم مع بقيّة الشعوب والأمم والتفتّح على حضاراتها وثقافاتها في محيط دولي متشابك تهيمن عليه العولمة وتحكمه التكتلات الكبيرة ولا مكان فيه للأمم الضعيفة المنغلقة على نفسها والعاجزة عن مواكبة المتغيرات التي من حولها مع ما يتطلّبه كلّ ذلك من خطط مستقبليّة بيّنة المعالم وواضحة الأهداف ومن وعي عميق لواقعنا، وقراءة متأنيّة لعناصر قوتنا وضعفنا واستشراف رشيد لتطلّعات شعوبنا، وهو عمل ضخم لا يقدر عليه سوى جهد جماعي متناسق ومتكامل لابد أن يكون في حجم ما نواجهه من تحديات. قطاعات حيوية ذات أولوية في عملية الاصلاح والتغيير هناك إجماع اليوم على أنّ من أوكد الواجبات لرسم مستقبل إسلامي مشرق يتجاوز التحدّيات الراهنة ويواكب المتغيرات الدولية المتلاحقة هو إعطاء الأولوية للإصلاح والتغيير في بلداننا لتشمل القطاعات ذات الأثر المباشر في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية ومن أبرزها قطاعات التربية والتعليم والثقافة والبحث العلمي والاتّصال والمعلومات فهي مقوّمات أساسيّة للأخذ بأسباب التقدّم ولدعم مناعة الأمّة. وقد شدّد فقهاء العالم الاسلامي الذين اجتمعوا مؤخرا في مسقط في إطار الدورة الخامسة عشرة لمجمع الفقه الاسلامي الدولي على ضرورة تقوية روح الإپداع والابتكار والنقد البناء والحوار والوسطية في العملية التربويّة وكذلك تنقيح المناهج وتطويرها في العالم الإسلامي بما يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والاستفادة من جميع وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة التي باتت ضرورية للأنظمة التربويّة الإسلامية حتى لا تتّسع الفجوة يوما بعد يوم بين البلدان النامية ومن بينها بلداننا الإسلامية، والبلدان المتقدّمة. ومما لا شك فيه أنّ الشعوب التي لا تقدر على امتلاك المعرفة لن تكون طرفا في إنتاجها ولا مشاركة في إبداعها وهو ما يشكّل أسوأ أنواع التبعية، وقديما لاحظ ابن خلدون أنّ المغلوب مولع دوما بتقليد الغالب لكنّ التقليد يفقد المغلوب كلّ قدرة أمام غالبه، والسبيل القويم إلى اكتساب القدرة المنشودة هو الاجتهاد واستنهاض الهمم واستحثاث الخطى قصد التطوير والتجديد والبناء والتنمية. ولا يجب ان نغفل عن الترابط العضوي الوثيق القائم بين التنمية والديمقراطية وحقوق الانسان ، وهذه الحقوق في مفهومها الشامل ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية ومعرفية وسياسية لا تفاضل بين مكوناتها لان الانسان في حاجة اليها مجتمعة حتى يضمن حقه في التربية والتعلم والصحة والسكن والعدالة الاجتماعية وتوفير مورد رزق يؤمن له حياة كريمة توقيا من مخاطر الفقر والاقصاء والتهميش وما ينجر عنها من شعور بالظلم ونزوع الى التعصب والعنف. صحيح ان عالمنا الاسلامي يضم افقر بلدان العالم واقلها نموا وتعرضا لمثل هذه المخاطر مثل ما يضم بلدان غنية بثرواتها الطبيعية صناعاتها المتطورة ، وواجب التضامن الاسلامي يدعونا جميعا الى مزيد البذل والعطاء والدعم والمؤازرة حتى يتعزز هذا التضامن فيما بين اجزاء الامة، ولو طبقت كل دولنا اليوم هذا المبدأ لما كان عدد من شعوبنا في خصاصة بل لا ما كانت بعض شعوبنا في حاجة إلى معونات أجنبية أو دولية هي لا شك فضل من مقدميها لكن الأولى بها الأقربون. لقد وفّرت لنا مؤسّسات العمل الإسلامي المشترك كل البنى التحتيّة والنصوص القانونيّة والاتفاقيات والتشريعات والإستراتيجيات الكفيلة بتفعيل تعاوننا سواء على المستوى التجاري أو الاقتصادي أو الثقافي أو الإعلامي وكلّ ما يمسّ حياة المسلمين في حاضرهم ومستقبل أجيالهم ولا ينقصنا اليوم إلاّ التقدّم بهذا العمل المشترك خطوات أوسع ممّا قطعناه إلى حدّ الآن فالتحدّيات كبيرة والأگبر منها ذلك النسق المذهل للتحوّلات العالميّة التي ينبغي علينا مواكبتها قبل فوات الأوان. المرأة شريك في تطوير الحاضر وبناء المستقبل لا يمكن بأيّ حال من الأَحوال أن نطوّر حاضرنا ونبني مستقبلنا دون مشاركة المرأة التي بوّأها الإسلام مكانة رفيعة في المجتمع باعتبارها نصف الأمة وعنصرا أساسيا في عملية التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة الشاملة، ممّا يؤكّد حقّها في المشاركة في عملية اتخاذ القرار بما يحقّق مبدأ الإنصاف والتوازن الاجتماعي ، هذا ما أكده إعلان طهران حول دور المرأة في تنمية المجتمع المسلم، وهذا ما ينبغي أن نوضّحه لكلّ من يتّهمنا بتجاهل حقوق المرأة وتهميشها خاصة وأن الإسلام لم يبخل عليها بحقوقها كاملة على أساس ينسجم مع شخصيتها وكفايتها وتطلّعاتها ودورها الرئيسي في الحياة، ضرورة التكامل بين العملية الاتصالية الحديثة والمعرفة الدينية الاصيلة اصبح للعلم دوره المتعاظم في مختلف دوائر الحوار والجدل وأنّه لا سبيل إلى الإقناع والتواصل والمحاججة إلا بواسطته وأنّ رسالة التبليغ تفرض على كلّ من يتصدّى للقيام بأعبائها الى جانب تحكمه في هذه التقنيات ميثاقا أخلاقيّا وسلوكيّا يستوحي أصوله وأدواته من روح الخطاب القرآني ومن سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) قدوة ومثالا، ومن متطلبات التبليغ امتلاك المعرفة الدينية لتقديم الإسلام على أفضل الوجوه مع ما يقتضي ذلك من الدربة الفائقة على وسائل الحجاج العلمي والإقناع المنطقي. ويتكامل امتلاك المعرفة الدينية مع امتلاك القدرة على التواصل بالاستفادة من الإمكانيات العلمية والتكنولوجية الهائلة وخاصة منها وسائل الإعلام والتبليغ الحديثة، ولابدّ أن نتفطّن أكثر إلى دور الصورة اليوم في الإپلاغ وانّها تحوّلت إلى أداة فعّالة بما تملكه من سلطة قويّة ومؤثّرة على المشاهد، وهذه الصورة التي تتحوّل في سرعة الضوء إلى مختلف أرجاء العالم، قد وفّرت على العلماء مؤونة التنقّل ومشقة الجهد وأتاحت المنافذة مع شعوب عديدة ومختلفة، وهذا من شأنه أن يضاعف من مسؤولية المسلمين في شدّ العالم إلى قضاياهم وأطروحاتهم بحسن عرضها وإجادة الإقناع بها. من اجل خطاب اعلامي اسلامي مقنع ومؤثر إنّ الإسلام دين الحكمة والموعظة الحسنة ولذا أولى الإعلام والبلاغ مكانة خاصة ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) والدعوة هذه لا تتحقّق إلاّ عن طريق الحوار المتعقّل والودّي خاصة وأنّ الإنسان يعيش هذا العصر في غمرة التطّورات الهائلة في شتّى مجالات الحياة التي تمثّل الثورة المعلوماتيّة فيها أهم ركائز القوة، وعلينا كعالم إسلامي أن نطرح هذه المفاهيم في إطار مقتضيات العصر والتطوّرات المحيطة به، ولابد من أخذ هذه المقوّمات الجديدة في الاعتبار وتفعيلها مع المخزون الثقافي الإسلامي المتراكم عبر التاريخ وذلك استنادا إلى الحكمة والتخطيط . إن هذا الطرح الإستشراقي لـما ينبغي القيام به في ظلّ هذه الثورة الاتصالية المذهلة من شأنه أن يجعلنا قادرين على بلورة خطاب إعلامي مقنع ومؤثّر وذي مصداقية تصنعه نخبة من علمائنا المستنيرين المتخصّصين القادرين على شرح قضايا الإسلام وقضايا الأمّة شرحا صحيحا، ذلك أنّ الإسلام حين يعرض عرضا سليما، ترجّح كفّته وتظهر صورته الحقيقية المتألّقة، وتفسد على المغرضين والمشككين خططهم، ولا ننسى هنا أنّ جانبا من الإعلام الغربي الذي سخّر طاقاته قبل سقوط جدار برلين لمواجهة الشيوعيّة، قد بدأ منذ ذلك التاريخ بوسائل أكثر تطوّرا في مواجهة الإسلام والمسلمين، ولابدّ من التنبيه في هذا السياق إلى أمر هام وخطير وهو أنـّنا سنكون عاجزين على ردّ كيد الكائدين إذا واصل البعض منّا مدّ هؤلاء في كلّ يوم بما يدعم مواقفهم العنصرية، ويكرّس نمطيّة صورة المسلم كما يروّجون لها، وفي هذا السياق أميل شخصياً إلى الرأي القائل بأنـّه لايوجد صراع حضارات فالفكرة من أساسها خاطئة، بل إنّ الموجود الآن هو صراع جهالات فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا شعب وإنّ مبعثه التطرّف والتعصّب أو القهر والظلم والحيف وانعدام الأمل وهو موجود في كلّ مكان وزمان . هذه هي بعض العناصر المهمة من الوصفة التي نحتاجها نحن قبل غيرنا في العالم الإسلامي لكي تستعيد الصحوة عافيتها فتجذّر الإنسان المسلم في هويّته وتمكّنه من معرفة عقيدته وتجعله متمسّكا بالقيم الأصيلة لهذا الدين العظيم ومتفاعلا في الآن نفسه مع حضارة عصره أخذا وعطاءا بكلّ كفاءة واقتدار، إنـّها في عبارة واحدة (الأصالة والمعاصرة) التي سنرى بعض تطبيقاتها في عدد من الدول الإسلاميّة التي استطاعت بفضل حكمة قيادتها ونضج شعبها المساهمة الإيجابية في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل العصر وتحويل ساحة المواجهة والصراع إلى رحاب التسامح والحوار. نماذج من اسهامات اسلامية حديثة في خدمة الانسانية اسمحوا لي في اطار هذا المحور ان استعرض بايجاز ثلاث مبادرات اسلامية هامة شقت طريقها الى العالمية بعضها معروف لدى الرأي العام والبعض الاخر لم يأخذ حظه من الانتشار، وهذه المناسبة طيبة لمزيد التعريف به . ــ حوار الحضارات الذي تبنته الامم المتحدة وهو متواصل على اكثر من صعيد وفي اكثر من منتدى لادراك الجميع بانه ضروري لامن واستقرار العالم رغم العراقيل التي تحاول افشاله. - اعتماد منظمة الامم المتحدة بمناسبة الاحتفالات بمطلع الالفية الثالثة مبدأ التضامن الدولي كآلية جديدة لمقاومة الفقر في العالم خاصة وانها جعلت شعار هذه الالفية مقاومة هذه الآفة المتفشية في عدد كبير من البلدان حيث تفيد الاحصائيات ان ثلاثة مليارات من البشر يعيشون تحت خط الفقر وقد وضعت الامم المتحدة هدف لها النزول بهذه النسبة الى النصف في آفاق 2015 . ومما يثلج الفؤاد ان الامم المتحدة صادقت على انشاء صندوق التضامن العالمي لتحقق هذا الهدف الاستراتيجي الهام انطلاقا من مقترح بلد عربي اسلامي وتجربة محلية اسستها تونس منذ عقد ونيف على قيم اسلامية اصيلة وهي قيم التضامن والتآزر والتكافل وتحمل اسم هذا التجربة في ما يعرف بـ(صندوق التضامن الوطني) الذي اسهم بصفة كبيرة في مساندة جهود الدولة للنزول بنسبة الفقر الى مايناهز اربعة بالمائة وذلك بفضل المدّ التضامني الذي اظهره ابناء هذا البلد. ــ المبادرة الثالثة مصدرها ذات البلد وذلك في مسعى خير منه لنشر المعرفة والعلم اللذين يحث عليهما ديننا الحنيف وتتمثل هذه المبادرة في الدعوة الى عقد قمة عالمية تطرح موضوع تقليص الفجوة الرقمية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية وهي في الواقع فجوة تنموية حضارية ينبغي الحد منها وردمها قصد اتاحة الفرصة امام جميع الشعوب لاستعاب الثورة الرقمية والمعرفية والاستفادة منها بالقدر الذي يساعدها على تحسين نوعية الحياة . وستنعقد المرحلة الثانية من هذه القمة العالمية لمجتمع المعلومات في تونس في شهر نوفمبر من سنة 2005 ، وينتظر ان تكون نتائجها حاسمة للخروج بما يحقق تطلعات الشعوب النامية خاصة وان المرحلة الاولى من هذه القمة التي انعقدت پجنيف في نهاية العام المنقضي لم تتوصل الى مثل تلك النتائج المرجوة ، وعلى جميع الدول الاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني وكذلك القطاع الخاص فيها ان تسهم في انجاح هذه القمة الاولى من نوعيها التي تنعقد في بلد عربي واسلامي، وهو رهان جوهري يجب على امتنا كسبه اذكاءاً لروح المبادرة والاجتهاد والابتكار وحرصا على خدمة شعوب العالم قاطبة . ان ما كنت استعرضه امامكم من مبادرات اسلامية عالمية جاءت منسجمة مع ما اكدت عليه العديد من البحوث المقدمة الى مؤتمركم من ضرورة ان يكون العالم الاسلامي حاضرا بقوة على الساحة الدولية وليبين للجميع قولا وفعلا أن القيم التي يؤمن بها هي قيم كونية تخدم البشرية جمعاء وان الاجتهاد الذي يلتزم به ويسعى اليه انما هدفه ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات المستجدة وهو ماجعل جذوة الايمان لدى المسلمين حية على امتداد اربعة عشر قرنا دون انقطاع. (وقل اعملوا فسيرى عملكم ورسوله والمؤمنون ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -------------------------------------------------------------------------------- [1]– باحث من تونس.