ولقد قدمت الأحداث الأخيرة في العراق أوضح الأدلة على أن الاستكبار المادي الإلحادي، الذي يحرك المطامع الاميركية الهائجة، لا يفرق بين اتجاه واتجاه، وقد يكون من المعاني التي افرزها هذا البغي الأميركي إنّما هو تحقيق صلح بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه القومي، ودعوة الأمة إلى إدراك ما يجمعها ويوحدها في مواجهة أعداء الأمة. إنني سعيد بأن أقدم لمؤتمركم الكريم تجربتنا المتواضعة في مركز الدراسات الإسلامية بدمشق لفتح حوار إسلامي علماني عبر وسائل الاعلام والدراسات والبحوث والندوات العلمية والنشاط البرلماني، وبعد نشاط عشر سنوات فإنه يمكن القول إن المشترك أكثر مما نعتقد، وأن مظلة الإسلام الجامعة قادرة على استيعاب المزيد من أبناء الأمة في ظلال عبادة الله سبحانه والسمو إلى الملأ الأعلى، وإني أقول بمرارة إن الأفق الوحيد الذي يستعصي على الحوار والوحدة إنّما هو التعصب الذي عبّر عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إعجاب كل ذي رأي برأيه، سواء كان ذلك التعصب في إطار سني أو شيعي أو قومي أو علماني.