فيها، وحدث خلل، وأحدث بعض الناس في دين الله تعالى ما ليس منه، وهجر بعضهم الآخر القيم الدينية واحتكموا لأهوائهم ورغباتهم، مما ولد ـ كما أسلفنا ـ اضطراباً كبيراً في المفاهيم، واختلاطاً شديداً في معايير العدل والظلم عند كثير من الناس إلاّ من رحم ربي.. وبعد يبقى السؤال الكبير المتكرر ما العمل؟ وهل من سبيل للخروج من هذا المأزق العالمي الخطير؟ أحسب أن مثل هذا اللقاء معني بأن يقول كلمته بهذا الشأن.. وأن من واجبنا باعتبارنا اتباع دين الله تعالى والمؤمنون بقيم ومبادئ الإسلام الخالدة، وحملة رسالته السمحة العادلة للناس أجمعين ان نبذل النصح والترشيد، ونهيب بصناع القرار الدولي أن يصغوا باهتمام وجدية إلى ما يبذل لهم من نصح وتذكير.. لذا فإنني باسم المنتدى الإسلامي العالمي للحوار، وباسم مؤتمر العالم الإسلامي الذي لا يزال منذ أن تأسس في مكة المكرمة عام 1926م، يعمل على تجلية القيم الدينية والمبادئ الربانية التي تؤكد على أهمية العدل باعتباره الأساس، لتحقيق الأمن والاستقرار، والمصدر الأقوى في توفير أسباب التعايش بسلام بين المجتمعات، اقترح أن يصدر عن هذا المؤتمر نداء عالمي بشأن أهمية العدل في إقامة السلام العالمي والتعايش الآمن بين الناس آخذين بعين الاعتبار المبادئ التالية: 1ـ أهمية القيم الدينية والروحية في تأسيس فضيلة العدل في نفوس الناس. 2ـ احترام وحدة الأسرة البشرية وتكامل مصالحها. 3ـ العدل حق للجميع دون تمييز. 4ـ حرمة حياة الإنسان وحرمة كرامته وممتلكاته. 5ـ المحافظة على سلامة البيئة وعدم الإفساد فيها. 6ـ حرية العبادة وعدم الإكراه في الدين. 7ـ التعاون والتنافس في الخير لمصلحة الجميع.