بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين، والصلاة والسلام على حبيبنا وشفيعنا وقدوتنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين. وبعد. أهمية الموقف الإسلامي الموحد تجاه العولمة فإن الرسالة الإسلامية الشاملة الخالدة التي يحمل أمانتها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من علم الله الذي لا ينتهي، وحكمته التي لا تحصى. خاتم الرسالة للعصر الذي وهب الله للناس ذروة التقدم التكنولوجي والازدهار العلمي حتى تجعل الكرة الأرضية وشعوبها المختلفة قرية صغيرة لسرعة المواصلات وتبادل المعلومات في جميع مجالاتها ونواحيها، وتغير وجه الحياة الإنسانية وعلاقتها بالعالم. فيكفي رسولا واحدا، للناس جميعا في كل مكان وزمان وليس كغيره من الرسل. ولقد رأينا في زماننا هذا ما لا يراه الجيل الأول من الصحابة رضي الله عنهم الذين يكفون برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة فيؤمنون بعالمية الرسالة، ويواجهون التحديات المحلية والعالمية، فأظهر الله دينه على الدين كله، ابتداء من مكة واد غير ذي زرع إلى قارات عالمية مهمة عدة قرون منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد الخلافة بالحضارة الإسلامية المتميزية.