التقليدية في المساجد والحوزات العلمية والمراكز الإسلامية وفي بيوت العلماء عبر القرون الماضية قبل الاستعمار وأثناء الاستعمار وبعد الاستعمار وفي الأماكن المختلفة وما واجهته هذه المراكز التعليمية من تحديات حاولت الحد من نشاطاتها أو إزالتها نراها اليوم وقد أدت واجبها في نشر الدعوة الإسلامية وتعليم مفاهيم الإسلام متألقة ثابتة عاملة من أجل الإسلام والمسلمين. استطاع القائمين بها أن يرتقوا بها نحو التقدم والازدهار متجاوزين العراقيل والصعاب بكل حزم وإصرار. تخرج فيها علماء وباحثون ومجتهدون آثروا المجتمع الإسلامي بمؤلفاتهم القيمة وبحوثهم واجتهاداتهم العظيمة، وإٍرشاداتهم النيرة وكانوا الجنود المجندين لخدمة الدين الحنيف، نشروا تعاليم الإسلام ودعوا إلى الله وبينوا ونصحوا، وكانوا للأمة الإسلامية الحصن الحصين والدرع الواقي لتعاليم الإسلام من الشبهات والأفكار الفاسدة. كما تخرج عشرات الآلاف من حفظة كتاب الله المجيد. ومما هو جدير بالذكر ان في بعض البلدان التي لا يزال تلامذة المستعمرين يسيطرون عليها والذين اتخذوا المنهج العلماني منهجا يسيرون عليه وفي بعض البلدان التي تسيطر عليها حكومات غير إسلامية نجد الدراسات الإسلامية التقليدية هزيلة ومتخلفة بعيدة عن الواقع وفي عزلة تامة عما يجري في العالم من التطورات والمستجدات والتحديات، ومتطلبات العصر بسبب الضغوط التي تمارس ضدها من قبل الحكومات العلمانية والحكومات الغير الإسلامية. وأدهى من ذلك بدأت الدراسات الإسلامية التقليدية في هذه البلدان في الانكماش والضياع كما هو الحال في دول البلقان والجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت سيطرة الروس، وفي بعض البلدان الأفريقية لفقدان من يعتني بها والضغوط التي تمارس ضدها. الدراسات الجامعية الحديثة المراد هنا بالدراسات الجامعية الحديثة هي الدراسات الإسلامية التي تتم في الجامعات الإسلامية. قد تكون هذه الجامعات تابعة للحكومات الإسلامية أو مستقلة. كالأزهر الشريف. والجامعة الزيتونة، وجامعة قرويين، والجامعة الإسلامية في طهران والجامعة الإسلامية في باكستان والجامعة الإسلامية في ماليزيا وكليات إسلامية في مختلف البلدان الإسلامية. النظام التعليمي للدراسات الإسلامية واللغة العربية في هذه الجامعات والكليات والمعاهد تستهدف تدريس الطلاب الدراسات الإسلامية واللغة العربية إلى جانب اللغة المحلية للطلاب المؤهلين الذين تم قبولهم. وتتم الدراسة على النمط الحديث المتبع في الجامعات العلمية أو العلمانية وهي التدرج بالطالب من مرحلة إلى مرحلة أخرى حسب المنهج والبرامج الموضوعة للمواد الدراسية الدينية واللغة العربية. وتتبع في ذلك الطرق الحديثة لتدريس علوم الدين واللغة العربية واللغة المحلية منها الاستقرائية والمحاضرات والحوار مستهدفة إيصال الطالب في النهاية إلى درجة تجعله عارفا حق المعرفة أمور الدين ومتمكنا باللغة العربية وأصولها وكذلك فهم لغته المحلية وهذه الدرجات العلمية تنقسم إلى أربع درجات وهي: الدرجة الأولى وهي التي تسمى بالمرحلة الأولى للدراسات الجامعية يحصل الطالب عند إتمام دراسته في هذه المرحلة على درجة الدبلوم. الدرجة الثانية وهي التي تسمى بالمرحلة الثانية للدراسات الجامعية يحصل الطالب عند إتمام دراسته على درجة الليسانس.