الإنسانية إلى المسائل الإسلامية الجديدة لحل مشاكلها، ويجب على علماء الإسلام التفكير بهذا الموضوع من الآن). وبذلك فان عدم معالجة الفقهاء لدور عامل الزمان والمكان في اعادة تشكيل وعي المجتمعات الإسلامية وحاجاتها سيؤدي إلى تطفل غير المتخصصين، بدعوى ملء هذا الفراغ، ليس باصدار الفتاوى والأَحكام، وانما للمطالبة بآليات ومناهج جديدة للتفقه و(قراءة الشريعة)!، ومحاولة العبور على ثوابت الشريعة، ولعل من أخطر المناهج منهج (القراءة التاريخية للنص الديني)، الذي يدعو إلى حصر دلالة النص في زمنه. 2- الانفتاح الفقهي بين المذاهب الإسلامية، والوقوف على امكانية الاستفادة من بعض آليات الاجتهاد وقواعده وأدلته لديها، بهدف تكييف المعضلات التي يجد الفقيه نفسه محرجا أمامها، ولاسيما المعضلات المستحدثة. ويستدعي هذا عودة أخرى للأصول المقدسة ومحاولة اعادة اكتشاف للأدوات والقواعد والامارات الفقهية والاصولية، فضلا عن التأصيل المذهبي لبعض الادوات التي تستخدمها المذاهب الأخرى. 3- الاجتهاد الجماعي أو ما يسميه بعض الفقهاء بالاجتهاد المجمعي، وهو الاجتهاد الذي يمارسه مجموعة من الفقهاء بصوت عالي وهم مجتمعين حول طاولة واحدة، سواء بهدف الخروج بحكم شرعي أو التأسيس لمنظومة فقهية في أحد المجالات. وهذا اللون من الاجتهاد ضروري جدا في الموضوعات التي تستدعي احاطة واسعة ومعمقة بها وبالأدلة الشرعية وقواعدها، ولا تكتفي بالحكم بل بالمعالجة الموسعة التي قد ينتج عنها باب فقهي جديد، وهي موضوعات تتوالد بشكل يومي، وتتمثل آليته في البحوث التي يطرحها الفقهاء، والتي يكمّل بعضها الآخر موضوعيا ومنهجيا، ثم مناقشتها مناقشة وافية من خلال الحوار المباشر، ثم تدوين المحصلة أو النتائج التي يخرجون بها، سواء اتفقوا على نتائج موحّدة أو