بسم الله الرحمن الرحيم (إعلم أنه لا هلاك في المسائل الاجتهادية قطعاً، إذ المخالف فيها مصيب) الإمام أحمد بن يحيى المرتضى(ع)* مفتتح الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين. وبعد: فإنه مما يثلج الصدر ويريح الضمير أن يتنادى إلى وحدة المسلمين مثل هذا الجمع المبارك، وأن ينعقد مؤتمرهم الدولي الخامس عشر في طهران لموضوع هو من الخطورة والأهمية بمكان إلا وهو موضوع الأصالة والمعاصرة في فقه المذاهب الإسلامية. والموضوع ذو صلة بواقع المجتمعات الإسلامية في الحاضر والمستقبل كما هو ذو صلة بماضيهم بكل اشراقاته ونقاط القوة والضعف فيه، فالتشريع الإسلامي يكتنف الحياة الإسلامية برمتها ويحدد اسس العلاقة بين الإنسان المسلم وعقيدته، وبينه وبين مجتمعه وصولا إلى علاقته بالآخر، وكل تلك العلاقات كما نراها اليوم مضطر به، يشوبها الخلط، والارتباك والجهل والتنافر مما أوقع المسلمين في حيرة من ــــــــــــــــ (*) الإمام أحمد بن يحيى المرتضى الحسنى اليماني (775 - 804) احد ائمة الزيدية وعلمائها الكبار، صاحب التصانيف الواسعة والعلوم الجمة التي كان لها أثرها البالغ على الفكر الزيدي خاصة والإسلامي عامة. من أشهر من ألف في الفقه المقارن، وله كتاب يسمى (متن الأزهار) جمع فيه نحوا من 28 الف مسألة فقهية، تصدى لهذا الكتاب الكثيرون بالشرح والتأليف حتى بلغت مجموع شروحه التي يعتدبها نحواً من خمسين شرحاً مطولاً ومختصراً، وهو معتمد الفقه لدى الزيدية.