الشيخين رفض ذلك وقال: “تبايعوني ‌على كتاب الله وسنة ‌رسوله واجتهاد رأيي ” وكأنه أراد التأكيد على عنصري الأصالة والمعاصرة معاً، حيث يعبّر اجتهاد الرأي عن عنصر المعاصرة كما يخضع إلى عنصر الأصالة التزاماً بالكتاب والسنّة. تعريف الاصطلاح و قد يكون مفيداً أن نحدّد بدقّة ماذا يقصد بمصطلح “الأصالة ” و“المعاصرة ”؟ الأصالة من “الأصل ” ويقصد بها ارتباط الشيء بأصله، وعدم انحرافه عنه. المعاصرة من “العصر ” ويقصد بها مواكبة الشيء وتناسبه مع مقتضيات العصر ومستجداته. وعلى ذلك يكون المقصود بالأصالة الإسلامية ارتباط المواقف النظرية أو العملية بالمبادئ والقيم والتشريع الإسلامي وعدم تجاوزها لأي واحد من تلك الأُصول. ويكون المقصود بالمعاصرة الإسلامية هو توافق المواقف الإسلامية سواءً على المستوى العملي أو النظري ‌مع مقتضيات العصر. عنصران ضروريان وفقاً لذلك سوف يتأكد أن الأصالة ‌و المعاصرة عنصران حتميان في ‌الإسلام ولا يمكن رفع اليد عن أي واحد منهما. ان الإيمان بـ “خاتمية ” الإسلام، واعتبار أي ‌تشريع وموقف لا يستند إلى الإسلام هو ضلال وانحراف استناداً إلى الضرورة الإسلامية القائلة “أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً ” والقائلة “حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ”.