وكانت علاقاته مع ائمة المذاهب قائمة على المحبة والمودة والاحترام المتبادل، وفي ذلك قال مالك بن أنس: «كنت ادخل الى الصادق جعفر بن محمد، فيقدّم لى مخدّة، ويعرف لي قدراً، ويقول: يا مالك انّي احبّك، فكنت اسرُّ بذلك وأحمد الله عليه»(94). وعلاقاته مع ابي حنيفة وسفيان الثوري علاقات متينة قائمة على اساس التعاون والتآزر من أجل تحقيق الأهداف المشتركة العليا، ولم يحدث تنافر ولا تباعد بين اتباعهما، وكانوا جميعاً متوجهين نحو الافاق العليا تتقدم خطاهم نحو مصلحة الاسلام. ومن اجل انهاء مظاهر الاضطراب الفكري والبلبلة العقائدية وقف الامام موقفاً حازماً تجاه الغلاة فحاربهم ولعنهم(95). وكان ينهى أنصاره عن توسيع دائرة الخروج المسلح على النظام ويجعله محصوراً بفئة معينة لادامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يقاف انحراف الحكام بهذه الحدود وضمن المصلحة الاسلامية العليا، ولا يدعو الى تكثيف الجهاد المسلح لانّه قد يخرج عن حدود المصالح العليا. قال (عليه السلام): «كفّوا ألسنتكم والزموا بيوتكم، فانّه لا يصيبكم أمر تخصّون به أبداً ولا تزال الزيدية لكم وقاءً ابداً»(96). وكان ينصح الحكام بما هو صالح لخدمة المصلحة العامة وكان لا ينظر الى شخص الحاكم فليس المهم ان يحكم فلان أو فلان أو الامام، ولكنّ المهم تطبيق المفاهيم والقيم الاسلامية في الواقع، فكان يقول للحاكم العباسي المنصور: «نحن