(349) ابن الله (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً)(1). وآخر يسأله الرسول عن سبب انحرافه العقائدي بقوله: (فما خطبك يا سامرىّ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضةً من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي)(2). واليهود قالوا ببنوة عزير (عليه السلام) لله تعالى: (قالت اليهود عزير ابن الله) فلما جاءت رسالة الاسلام وهي الخاتمة عمدت الى سد جميع الابواب التي يمكن ان يخطأ في فهمها والتي يمكن ان يساء استخدامها من اعداء الدين فخاطب الله تعالى الانبياء باعتبارهم عبادٌ له لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ويحذرهم وينذرهم ويتوعدهم ان لم يكونوا طائعين له ودقيقي التنفيذ لأوامره. ففي الخطاب القرآني لم يجد القاريء للقرآن الكريم ما يرفع من مقام الانبياء (عليهم السلام) فوق العبودية، وهي موضع افتخار لهم وهم أعبد الناس لله تعالى فهذا عيسى (عليه السلام) في أول نطق له: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً... والسلام علَيّ يوم ولدت ويوم اموت ويوم أبعث حيا)(3). حدد هويته الانسانية التي لا يختلف فيها مع غيره من الناس الاّ بالنبوة، وإلاّ فهو: 1 ـ عبد الله لم يكن له ولد. 2 ـ ولد من امرأة كما يولد الناس. 3 ـ يموت حين حضور أجله. 4 ـ يبعث كما تبعث الانسانية يوم القيامة. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ سورة مريم: 88. 2 ـ سورة طه: 96. 3 ـ سورة مريم: 30 و33.