(238) وقال المنصور العباسي: لو حدثني أهل الأرض كلهم ما قبلت منهم، ولكنّه محمد بن عليّ. وفي الواقع العملي كان مرجعاً للفقهاء والعلماء من بقايا الصحابة والتابعين، فقد روي انّ جابر بن عبدالله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه ويتعلم منه ويقول: يا باقر لقد اوتيت الحكم صبياً(1). وقال قتادة فقيه أهل البصرة: لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك(2). وفي حوار بين الإمام الباقر والإمام ابي حنيفة ذكره الشيخ محمد ابو زهرة ثم علّق عليه بالقول: ومن هذا نتبيّن امامة الباقر للعلماء يحاسبهم على ما يبدر منهم وكأنّه الرئيس يحاكم مرءوسيه ليحملهم على الجادة، وهم يقبلون طائعين تلك الرئاسة(3). وقد حدث عنه جملة من الفقهاء والعلماء ومنهم: ابناؤه، وعطاء بن أبي رباح، وعمروبن دينار، والزهري، وربيعة الرأي، والاعمش، والاوزاعي، وابن جريح. وقد روي عنه أخبار المبتدأ، وأخبار الانبياء، وكتب عنه المغازي وآثروا عنه السنن، واعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)وكتبوا عنه تفسير القرآن. وروت عنه الخاصة والعامة الاخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الاراء، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام(4). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ علل الشرايع: 234. 2 ـ اثبات الهداة 5: 176. 3 ـ تاريخ المذاهب الاسلامية: 689. 4 ـ الارشاد: 264.