(203) وسلم: "ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا". أخرجه الرازى(1). ان هذه المكانة قد أهلت عليا رضى الله عنه ليتبوأ دور العالم والفقيه الذى يرجع اليه فى كل أمر، بل والذى يملك حق المبادرة لتصويب الأحكام وبيان الحقائق، وتفنيد الحجج. ولكننا مع ذلك نلاحظ أنه رغم تمتعه بكل تلك المميزات فانه لم يكن الشخص المرغوب فيه عند البعض، وكان يستبعد وينتقد من قبل أناس لا يساوونه قدرا ولا علما ولا نسبا. وقد شعر أن أصحابه قلة قليلة فأوثر عنه قوله الشهير: "ما ترك لى الحق صاحبا". ولئن انطلقت الأقوال والاشاعات والمؤامرات ضد على رضى الله عنه فانه كان له فى رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم السند والمحامى والمدافع الذى لا شك لحظة واحدة فى أن عليا هو أعلم الناس وأصدق الناس وأتقى الناس. لذلك كان قوله لمن اشتكوا اليه عمل على: "ماذا تريدون من على، ماذا تريدون من على ماذا تريدون من على ان عليا منى وأنا منه، وهو ولى كل مؤمن بعدى"(2). وكان يؤكد على حكمته: "أنا دار الحكمة وعلى بابها"(3)، بل انه قال فيه ما لم يقله فى سواه. فعن زر بن حبيش عن على قال: لقد عهد الى النبى الأمى صلى الله عليه وآله ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ ذخائر العقبى، ص 78. 2 ـ عارضة الأحوذى بشرح صحيح الترمذى، ج 13، ص 165 (أبواب المناقب) للامام الحافظ ابن العربى المالكى. 3 ـ المصدر السابق، ج 13، ص 171 (أبواب المناقب).