(151) وقد روى مسلم فى الصحيح عن كل من سماك بن حرب واسماعيل السدى وعاصم الاحول وهارون بن سعد. ولو ان اهل السنّة ألغوا روايات الشيعة وردّوها رأساً لذهبت جملة من الآثار النبوية كما يعترف بذلك الذهبى فى «الميزان» فى ترجمة أبان بن تغلب. وهذا عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميرى الصنعانى منسوب الى التشيع، ومع ذلك فقد وثّقه الائمة كلهم الاّ أبا عباس بن عبدالعظيم فتكلّم بكلام وأفرط فيه ولم يوافقه عليه أحد وقال عنه ابن عدى رحل اليه ثقات المسلمين وكتبوا عنه الا انهم نسبوه الى التشيع وهو أعظم ما ذموه به وأما الصدق فأرجو انه لا بأس به واحتج به الشيخان والبخارى ومسلم(1). فلا يشترط فى صحة الرواية ـ اذن ـ أكثر من الوثوق بالراوي وصدقه، وأمانته وضبطه فاذا تأكدوا من ذلك فان أصحاب السنن والصحاح والأصول لم يترددوا فى الأخذ بروايته وروايتها والعمل بها. فلا مبرر اذن للتردد فى التمسك بروايات أهل البيت (عليهم السلام) فى الحلال والحرام وفى الاصول والعقائد بحجة أن روايات أهل البيت (عليهم السلام) وردت فى الغالب عن طرق شيعية لا يعرفها أهل السنّة. ولا نشك فى أن هناك فى أسانيد وطرق روايات أهل البيت طرقاً ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها. غير أن الاساس السليم فى مثل هذا الموقف أن ينتقي الفقيه السنّي منها ما تجتمع فيه شروط الرواية الصحيحة من حيث السند والمتن ويترك غيره كما يعمل علماء الشيعة ما دام أن الرواية عن الشيعة ليست بأمر محظور وما دام أن كلمات ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - فتح البارى المقدمة/ 418.