ينفي العطار إلى الخارج، وواصل الإخوان تحدي السلطة، وأعلن العصيان المدني في حماة عام 1964. وبعد عام 1967 انشقت مجموعة تعتمد على الكفاح المسلح أو الجهاد بقيادة مروان حديد من حماة، ونشطت المجموعة في الشمال، وبرز جناحان: أحدهما معتدل يضم الأسماء اللامعة من رواد الحركة، ويميلون إلى العمل السياسي ورفض العنف. وقد ذهب أكثرهم إلى السعودية والخليج. وجناح مروان حديد الذي تبنى المعارضة المسلحة باسم الجهاد، ويعمل أعضاؤه في الداخل، ويعتزون بأنهم قدموا آلاف الشهداء في سبيل الثورة الإسلامية. وضمن هذا الجناح: جماعة «كتائب محمد» التي تزعمها مروان حديد، وبعض عناصر حزب التحرير إسلامي الذي أسسه عبد الرحمن أبو غدة عام 1962 في حلب. ويبدو أن الغلبة صارت لقيادة مجموعة الجهاد ابتداء من عام 1976. واختير عدنان سعد الدين من حماة مراقباً عاماً. وشهدت نهاية السبعينات صدامات دموية بين السلطة والجهاديين انتهت بهزيمتهم. ونتيجة ذلك تأسست «الجهبة الإسلامية في سوريا» في تشرين الأول 1980، وتكونت من تحالف جماعة العطار وعدنان سعد الدين وبعض العلماء ومجموعات صغيرة من التنظيمات الإسلامية. وتم اختيار الشيخ محمود أبو النصر البيانوني من حلب أمينا عاماً للجبهة. وقامت الجبهة بمواصلة عملها العسكري كما اتضح من أحداث آب 1981، وتصاعد في عصيان حماة في شباط 1982. وضعفت الجبهة نتيجة الخسائر الفادحة خلال عامي1981 - 1982، ونتيجة الخلافات والانقسامات التي وقعت بين زعمائها([37]).