الذي وافق على تجديد رخصة إصدار مجلة «المعرفة» لتكون مجلة الحركة. وسرعان ما أصبحت منبراً للدعوة، واستقطبت كثيراً من الشباب إلى الإسلام، وبلغ توزيعها في أواخر السبعينات نحو ثلاثين ألف نسخة إلا أنها أوقفت عام 1979، وحل محلها مجلة المجتمع في ذلك العام، والحبيب عام 1980. وبدأت مرحلة جديدة للحركة بعقد مؤتمر سري عام 1979 في ضاحية منوية غربي تونس العاصمة، وظهر فيه تياران: الأول يتزعمه راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، ويعد الحركة امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين. والثاني يتزعمه أحميدة النيفر وصلاح الدين الجورشي وزياد كريشان، ويرى الاستقلال عن «الإخوان المسلمين»، ولكن التيار الأول هيمن على المؤتمر، واختير الغنوشي أميراً للجماعة. وهذا التيار هو الذي شكل «حركة الاتجاه الإسلامي». أما التيار الثاني فقد شكّل مجموعة خاصة اعتبرت نفسها تقدمية ومجددة. وشهدت تونس تيارات أخرى مستقلة مثل حزب التحرير الإسلامي، و«التفكير والهجرة»، و«جماعة المسلمين». وتهدف الحركة إلى بعث الشخصية الإسلامية لتونس، ووضع حد لحالة التبعية والاغتراب، وتجديد الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام ومقتضيات الحياة، وحصول الجماهير على حقها في تقرير المصير وإعادة بناء الاقتصاد وتوزيع الثروة وفق مبادئ الإسلام. وأدى نجاح الثورة الإسلامية في إيران إلى زيادة التركيز على الجوانب السياسية في خطاب الحركة; مما أدى إلى الصدام مع السلطة، خاصة بعد المؤتمر الذي حوّل الحركة إلى حزب سياسي باسم «الاتجاه الإسلامي» في حزيران 1981. ورفضت الحكومة الترخيص للحزب، ووقعت أعمال عنف داخل الحرم