أنفرد احدهما وهو الولايات المتحدة الامريكية - بمعظم الادوار، ولقد كان الرئيس الامريكي الاسبق (ريتشارد نيكسون) أكثر المتحمسين لهذا الأمر وهو يقول: «إن زعامة أمريكا للعالم لن يكون هناك بديل عنها طيلة العقود القادمة، فالولايات المتحدة الامريكية هي الدولة الوحيدة التي تمتلك من القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية، ما يجعلها تقف في ذروة قوتها الجيوبوليتيكية، واذا ما انحدر وضعها ومكانتها كقوة عظمى وحيدة، فإن هذا سينتج عن الاختيار وليس الضرورة.. إن لدينا فرصة تاريخية لتغيير العالم، ومسؤوليتنا الأولى والاهم يجب أن تكون اعادة تحديد مهمة الولايات المتحدة العالمية، وإعادة صياغة استراتيجيتها واعادة تشكيل وترتيب سياستها الخارجية كي تتلائم مع هذا الوضع الجديد»([106]). فهل انفردت الولايات المتحدة فعلاً بريادة العالم إن الواقع يشير إلى أن سقوط الاتحاد السوفيتي ترك الساحة فارغة أمام أمريكا، إلا أن الاخيرة لم تستطع أن تملأ هذا الفراغ على الرغم من المحاولات التنظيرية - لذلك، صحيح أنه لا يوجد بديل آخر بمستوى امريكا إلا أنه وحتى الأن - وبعد مرور خمس سنوات - يمكننا الحكم على ما تم إلى الآن باعتبار أن ماحدث لم يتجاوز محاولة ملء الفراغ، فامريكا التي يؤمل لها أن تقوم بذلك، تعاني من مشكلات داخلية وخارجية تعيقها عن القيام بهذا الدور فقد ذكر الباحث (لورانس فريدمان) أن الولايات المتحدة لن تكون القوة العظمى في العالم لعدة عوامل منها ضعف الاقتصاد الامريكي، الأمر الذي يجعل الموارد المالية المتاحة لتمويل هذا النوع من النشاط