ـ(61)ـ ِبِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لقد نشأت في الحركة الإسلامية في مسيرتها التاريخية ظاهرتان بارزتان أولاهما انتشار الإسلام وحمل المسلمين لراية الإسلام إلى أقصى المعمورة وكان هذا الانتشار العجيب طوعا بين شعوب العالم قد أوجد مجالا لتكوين وانتشار الثقافة المجددة للحياة والحضارة العلمية والإنسانية وكان لانتشار المسلمين وعلاقتهم بالهجرة وصلتهم بالأرض (بوحي من السماء) دور كبير في توسيع آفاق تلك الحضارة الرائعة البشرية. اما الظاهرة الثانية التي نهتم بإيضاحها في هذا المقال وهي ظاهرة دار الإسلام وما رافقها من توسيع الحدود الجغرافية السياسية التي كانت تعتبر قلب الحضارة الإسلامية وموطنا لتطور تلك الحضارة وغناها السياسي بينما رسخت تلك الحضارة البشرية الإسلامية حيث سادت دار الإسلام بنطاقها الواسع. إن البحث عن دار الإسلام بما لها من المفاهيم السياسية والحضارية يعطي مادة علمية دقيقة عن موضوع هذا المؤتمر ويصف الإسلام بخصيصة تتميّز