ـ(195)ـ مثل هذا العصر إلى هذه اللقاءات التي تمسح الخلاف وترأب الصدع وترتق الفتن وتقيم الناس على سواء الصراط، وإنما الأمر يقتصر إلى شيء من التنظيم لإتاحة مثل هذه الفرص)(1). فطرية الأخلاق الإسلامية لقد بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالشريعة السمحاء، وسماحة الإسلام داخلة كل شيء، فهي كالماء الذي يعطي الشجرة طراوتها ونضارتها، والأخلاق الفاضلة بطبيعتها سمحة إلا انها تكتسب في الإسلام سماحة فوق سماحتها، فتجتمع فيها سماحة الفطرة وسماحة الإسلام، انه الكمال الإسلامي. وبعث الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ جاء لثلاثة جوانب عامة؛ إصلاح العقيدة، وتيسير العبادة، وإكمال الأخلاق، فالأخلاق ثالثة الأعمدة الإسلامية العظيمة، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ :(إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ويقول الحق في حقه عليه السلام ?وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ?(2). فكل خلق من الأخلاق التي حث عليها الإسلام يناغي جزء من الفطرة التي فطر عليها الإنسان، فالكرم والصدق والشجاعة والإحسان... ونحوها، لها بواعث فطرية في النفس السوية، تسلم الإنسان إلى الاتزان في تعامله مع الحياة، ووضع الأمور في مواضعها الصحيحة، وهذا من مقومات الالتقاء الإسلامي المطلوب. ولا شيء أخطر على الأمة من تفشي الأخلاق المرذولة وانتشار الرذائل الفاسدة، وخاصة تلك التي تثير الضغناء والأحقاد، وقد جاء الإسلام محذرا منها _________________________________ 1 ـ عوامل تقوية الوحدة الإسلامية، ص 31. 2 ـ سورة القلم: 4.