ـ(183)ـ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا?(1). وهذا موقف لا يحتاج إلى تعليق وإنّما يحتاج إلى تطبيق. والعقيدة الإسلامية لا تؤخذ إلا من وحي الله تعالى الذي نزل على هؤلاء الرسل الكرم قال تعالى على لسان عبده عيسى بن مريم عليه السلام: ?مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ?(2). إذن؛ العقيدة الإسلامية حقائق كاملة وواقعة، وما يزيد عليها نقصان، لأنها لا تقبل الإضافة من أي كان ولو بلغ من العلم والفضل ما بلغ، يقول العلامة أبو يعقوب الوارجلاني: «ولم يؤثر عن أحد من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ انه شرع لأحد من مسائل الاعتقاد شيئاً»(3). لم يدفع بالأمة التشرذم والتمزق إلا عندما اخترع المسلمون لأنفسهم مسطلحات وآراء ثم اعتقدوها عقيدة لا يجوز النكوص عنها، يقول العلامة أبو يعقوب الوارجلاني: «اعلم ان الغالب على هذه الأمة حيث افترقت وتوزعتها الأئمة، الغالب عليها التقليد، فاستبصرت كل فرقة في مذهبها، فأصيبت من جهة التقليد لغير مأمونين من الخطأ والزلل، وتركوا البحث فيما جاءهم عن أئمتهم، عادة الله تعالى في الذين خلو من قبلهم تقليد الآباء والأمهات والسلف الصالح والطالح»(4). ويقول العلامة أحمد بن حمد الخليلي: «وليس هذا النزاع في أصول الدين ______________________ 1 ـ سورة طه 85 ـ 99. 2 ـ سورة المائدة: 117. 3 ـ الدليل والبرهان ج 2 ص 16. 4 ـ الدليل والبرهان ج 2، ص 99، بتصرف.