ـ(626)ـ اختياراته وأفعاله.. وان الوجود بين يأسفون لعدم وجود الله لأنه لو وجد لكان أساساً للقيم. وهنالك البيركامو الذي «يعجب من المؤمنين بالله كيف ان إلههم يسمح بالعذاب ولاسيما عذاب الأطفال»(1). وعلى كل حال لقد اقتضى تطبيق العلمانية وامتدادها لشتى الميادين زمناً طويلاً من الصراع فالكنيسية لم تعلن موافقتها على مبدأ التفريق بين السلطتين الدينية والمدنية واستقلالهما إلاّ في عام 1885 حيث اعترفت بتمييز المجتمع الديني عن المجتمع الزمني (2). ولا بأس بالإشارة إلى بعض المفكرين العلمانيين لنحيط ببعض جزئيات المسألة: 1 ـ أكد «جون ديوى» على الخطر المزدوج الذي يمثله الله بالنسبة للطبيعة وللمنهج، بالنسبة للطبيعة من حيث ان الإقرار بكائن متعال يستتبع الحط من قيمة كل ما هو متناه وعرضي ومتغير، وهدم موضوع العلم الحديث، وخطورته على المنهج تتمثل في ان الاعتقاد بوجود اله خارج عن الطبيعة من شأنه ان يزدري العالم المتناهي وهو أمر يعوق البحث العلمي ويخلق مبرراً للإنسان في هروبه من مسؤولياته في مجال التحكم الإيجابي في الطبيعة والمجتمع. 3 ـ في عام 1924 أعلن البابا بيوس الحادي عشر في رسالته «قبوله بفصل الدين عن الدولة الذي اعتمدته فرنسا إنّما لا يزال وفياً لموقف بيوس العاشر وإدانته للعلمانية (المعادية لله والدين) وانه لن يتصافح مع القوانين المسماة ________________________________ 1 ـ انظر الدين والمجتمع: 114. 2 ـ راجع: العلمانية والدولة الدينية: 22.