ـ(586)ـ الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية، ظانين ان في ذلك خلاصهم، إلا أن هذا التحول الخطير أحدث فراغا فكريا وعقائديا وعاطفيا كبيرا في المجتمع الغربي، إضافة إلى انهم فقدوا مقومات القوة المطلوبة لإثارة مشاعر الناس وحماسهم، الأمر الذي حدا بمفكري الغرب إلى طرح البديل الذي يسد الفراغ الفكري، ويشد المجتمع ويلهب الحماس فيه، فكانت القومية. ظهور القومية كعقيدة: ظهرت القومية كمبدأ وعقيدة سياسية واجتماعية بعد الثورة الفرنسية، فكان «روسو» أول دعاة القومية، حيث أكد على لزوم تعلق الإنسان بمسقط رأسه وموطن نشأته، وان الوطن ينبغي ان يكون المحور والمنطلق لالتزام الفرد والجماعة إخلاصها. ومع نجاح الثورة الفرنسية وتطبيقها بشكل عملي هناك تكونت أغلب المبادئ والأسس لفكرة القومية. ونتيجة لانتشار النفوذ الفرنسي في المناطق المختلفة، انتقلت فكرة القومية بسرعة فائقة وبوصول نابليون إلى سدة الحكم انتشرت هذه العقيدة في مناطق النفوذ واستحكمت أكثر. وبهذا سمي القرن التاسع عشر بـ (عصر القومية الذهبي)، ففي هذا القرن وضع القومي (جفرسون) (وپين) أسس القومية الاميركية، وفي بريطانيا أضاف القسيس (جريمي بنثام) أبعادا جديدة للقومية، وقد وصلت القومية إلى ذروتها بظهور (وليام غلادستون) وانتشرت في جميع انحاء أوروبا كعقيدة ونهضة فكرية. واعتبر (مازيتي) الإيطالي أحد كبار المنظرين للعقيدة القومية في هذا القرن، أما بقية مفكري القومية وحلمة رايتها فهم: (غاريبالدي) الإيطالي (وفتكوهيجو)