ـ(533)ـ الشباب وعن تراثهم الحضاري والثقافي وعن حاجات بلادهم الملحة.. وهي تشبه من هذا المعنى، الآلة التي يبيعها الأجنبي لشعوب العالم الثالث إذ انها مصنوعة بالدرجة الأولى لتلبي متطلبات الإنماء في بلده، وبالتالي فإن هذه الشعوب لا تستطيع استعمالها إلا بتوجيهات بائعها وخبراته وبقطع الغيار التي لا يصنعها غيره. ويمكن تلخيص أهم أهداف هذا الاستعمار بالنقاط التالية: ـ تكريس تبعية نظم بلدان العالم الثالث الاقتصادية والسياسية للدولة المستعمرة. ـ تغريب المواطن في هذه البلدان عن مشاكل شعبه، وخلق نموذج معين من المثقفين العاجزين عن فهم هذه المشاكل وقيادة الثورة المضادة. ـ إعداد قيادات مشبعة بروح المعاداة، وكوادر لخدمة الشركات الأجنبية. ـ تكريس الروح الطبقية، مع الحرص على اختيار نماذج من أبناء الطبقات الشعبية مساهمة في إخفاء الدور الحقيقي لمؤسسات الاستعمار وأهدافها. ـ هجرة الأدمغة إلى الدولة المستعمرة. وأهم مظاهره تتلخص بالنقطتين التاليتين: الأولى: تفوق مؤسسات الاستعمار المختلفة على المؤسسات الوطنية، وتشجيع النظام اللاوطني لها، ومحاربة تطوير الجاهات الوطنية والتعليم بشكل عام. الثانية: وجود «مجتمعات خاصة» أو «جماعات ثقافية» ضمن المجتمع الوطني، تهدد وحدة هذا المجتمع نفسه ووجوده، وما الدعوات الانعزالية والتقسيمية وادعاءات «تعددية الثقافات» إلا دليل على ذلك.