ـ(497)ـ للمؤمنين بأنهم يستجيبون لأمر الله ويطيعون شريعته، ورأس الطاعات هي الصلاة. يتلوها الإنفاق لئلا تتكدس الثروة ويذهب بها بعض المؤمنين دون إخوانهم. ثم الشورى لئلا تتركز السلطة ويستبد بها الولاة دون الرعية، أو الأقوياء دون الضعفاء. وتعطف بعد ذلك الآيات وما يليها على موقف الجماعة المؤمنة من سائر الجماعات. فتجعله موقف سلم وقوة. لا يتعدى المؤمنون ينتصرون إذا بغى عليهم عاد أو يؤثرون العفو الجميل. فهذه آيات قلائل تضمنت ذكرا من عقيدة الإيمان وشعابها العملية ومن معاني الطاعة والعبادة لله ومن مبادئ الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية. من هنا اذن كانت شريعة الإسلام شاملة ومنظمة لمختلف جوانب الحياة. حياة الأفراد والجماعات سواء منها ما كان يتعلق بالعقائد أو العبادات. أو ما كان مرتبطا بالأخلاق أو المعاملات. ويمكن لنا ان نلاحظ ان المعاملات في شريعة الإسلام تشمل ما يمكن ان يطلق عليها بالاصطلاحات الحديثة: 1 ـ قانون الأحوال الشخصية الذي يشمل الأحكام المتعلقة بالأسرة وتنظيمها كالنكاح والطلاق والإرث والنفقة والوصية. 2 ـ القانون المدني الذي يشمل الأحكام المتعلقة بالمعاملات المالية بين الأفراد كالبيع والإجارة والرهن والكفالة. 3 ـ قانون المرافعات الذي يشمل الأحكام المتعلقة بالقضاء والدعوة وأصول الحكم والشهادة واليمين والبينات. 4 ـ القانون الدولي الخاص الذي يشمل الأحكام المتعلقة بمعاملات الأجانب غير المسلمين عند دخولهم أرض الدولة الإسلامية والحقوق التي