ـ(443)ـ بسم الله الرحمن الرحيم لو أردنا ان نعدد مزايا الإسلام، لما استطعنا ان نصل إلى حد، إلى رقم محدد، ولضاقت الصفحات التي يمكن ان تستوعبها. ولكن نستطيع ان نميز ونفرز بين هذه المزايا الكثيرة، ميزة واحدة تقع في طليعة هذه المزايا وفي قمتها، تلك هي ميزة الشمولية، أو ميزة التعالي على الزمان والمكان. فالإسلام نظام شامل كل فرد يمكن ان يوجد على سطح هذه الكرة الأرضية، أي شامل في الجغرافية، وفي الوقت نفسه شامل للتاريخ، لكل زمان مهما امتد وطال، فهو دين خالد، دين المكان والزمان إلى قيام الساعة التي لا نعرف متى ستكون. وإذا أردنا ان نعدد النواحي التي شملها الدين الإسلامي، فهي كذلك لا تحصى ولا تعد، فقد جاء هذا الدين ليغطي كل متطلبات الحياة المادية والمعنوية والروحية، وما من صغيرة ولا كبيرة إلا وأخذها بنظر الاعتبار فهو نظام للدنيا وتنسيق المتطلبات الحياتية الكثيرة جدا، وهو في الوقت نفسه إعداد كامل لما بعد هذه الحياة الدنيا القصيرة قياسا بالآخرة، فقد جمع بين الدنيا والآخرة،