ـ(12)ـ P كيف يطرح الإسلام مسألة التنوع في الرأي السياسي في داخل الدولة الإسلامية، وهل يملك أصحاب الآراء المتنوعة الحرية في الإعلان عنها، وهل يسمح ولي الأمر للساحة الجماهيرية العامة في الأمة أن تأخذ حريتها في التحرك على أساس التزام هذا الرأي أو ذاك، ليختلف الناس في الانفتاح على الاجتهادات المختلفة في القضايا العامة، ليكون لكل اجتهاد فريق يؤيده ويلتزم به، وما هي الضوابط العملية التي تحفظ الأمة من الاهتزاز أمام هذا الواقع المتحرك؟ هذه علامات استفهام لابد من التوقف على الإجابة عليها من خلال فكر الإمام t، فيما نريد ان نستوحيه من نظريته الإسلامية في مسألة تنوع الاجتهادات السياسية في حركة الدولة الإسلامية، من خلال حركة الولي الفقيه في إدارة الأمر في هذا المجال. وإننا إذ نثير هذه المسألة أمام الباحثين الإسلاميين، فإننا نستهدف توجيه الفكر إلى مسألة حرية الرأي في داخل الدولة الإسلامية أو في داخل المجتمع الإسلامي، باعتبارها من المسائل المهمة التي تنفتح على العنوان الكبير في مفهوم الإسلام لقضية الحرية.