ـ(524)ـ رفيقهم الأعلى، فقد وضعت فرق غلاة الشيعة أحاديث باطلة. روى الكشي عن أبي يحيى الواسطي قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حرّ الحديد. روى عبدالله بن مسكان مرسلاً عن الصادق عليه السلام أنّه قال: لعن الله المغيرة بن سعيد أنّه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حرّ الحديد، ولعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن عبودية الله الّذي إليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا. روى هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المسترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي، فيدفعونها إلى المغيرة، فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة وبسندها إلى أبي عليه السلام ثمّ يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أنّ يبثّوها في الشيعة، فكلّما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذلك ممّا دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم. روى هشام بن الحكم أنّه سمع أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثاً إلاّ ما وافق القرآن والسنّة أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة، فإن المغيرة بن سعيد دَسّ في كتب أصحاب أبي فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا وسنّة نبيّنا، إذا حَدّثنا قلنا قال الله عزوجل وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (1). إنّ أبا الخطّاب عزا نفسه إلى أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، ولمّا وقف الصادق على غُلُوّه الباطل في حقّه تَبرّأ منه ولعنه وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدّد القول في ذلك وبالغ في التبّري منه واللعن عليه، فَلَمّا اعتزل عنه ادّعى الإمامة لنفسه(2). ولأجل سدّ باب الدَسّ والوضع والكذب والتقوّل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصيانة الصورة الحقيقية لدين الإسلام، كما صوّره القرآن الكريم والرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن قام مقامه _______________________________________ 1ـ الرجال 1960 رقم 103، الكشي. 2 ـ الملل والنحل 1: 179، الشهرستاني.