ـ(451)ـ الفكرة الأُولى: منطلقا الإشكاليّة: الذي نراه أنّ إشكالية الثابت والمتغيّر تنبثق من منطلقين: الأوّل: تتعلّق بفهم الإسلام، فهي "جنبة مفهومية"، ومبدأ وأساس هذه الجنبة هو القول بأنّ الإسلام الذي يراد لـه أن يكون خالداً فاعلاً مؤثّراً في حياة الإنسان في كلّ الأزمنة والعصور، لا يمكن لعطائه الفكري وثرائه المعرفي أن يتوقّف عند حدّ معيّن وأُفق محدّد، لأنّ البشرية تعيش على الدوام تجدّداً في أفكارها واتّساعاً في مداركها، وليس من المعقول لدين يبتغي الخلود والاستمرار فاعلاً مؤثراً في حياة الإنسان أن يعجز في وقت من الأوقات عن تقديم ما يساهم في فتح آفاق مستجدّة من التفكير والوعي لمعتنقيه ومتبعيه. الثاني: تتعلّق بفاعلية الإسلام ودوره في الحياة فهي "جنبة عملية"، ومبدأ هذه الجنبة هو القول بأنّ فاعلية الدين الإسلامي والفكر الديني على البقاء والاستمرار والتأثير في الممارسات العملية للناس مرهونة بقدرتهما على الاستجابة لتغيّرات الظروف الإنسانية التي تتّسم بدوام التطوّر والتبدّل والتجدّد، الأمر الذي يستدعي إجابات وحلولاً متطوّرة ومتغيّرة لمشاكل ومستجدات كلّ عصر من العصور، وليس من المقبول أبداً أن تتغيّر الظروف والأحوال البشرية في الوقت الذي تتوقّف أجوبة الإسلام وحلول الفكر الديني عند إثارات الماضي ومشاكل السابقين. والذي نستطيع قوله في الإجابة عن هاتين الإثارتين هو التالي: أما بالنسبة إلى الإثارة الأُولى، أعني "الجنبة المفهومية" فإنّ ما يمكن قوله: هو أنّ هذه الجنبة أو الإثارة وإن غفل أو تغافل علماء ومفكرو الإسلام عن بيانها واستثارتها فإنّ الكثير من تعابير النصوص الإسلامية تدلّنا على اهتمام بالغ بضرورة استجابة الدين