ـ(409)ـ وأقول بأنّ الخلافات الفقهية بين مذاهب أهل السنّة، والمذاهب الجعفرية - عندي - لا تتجاوز كثيراً أيَّ خلاف في اجتهادات علماء المذهب الواحد، وعلى الأخص إذا اعتبرنا أنّ الحقّ يتعدّد، وحتى إن قلنا بأنّ الحقّ واحد، فليس في الخلافات الفقهية بين الشيعة والسنة من الأُمور أمر كبير إذا اقتصرنا على الفروع، واعتمدنا الأُصول الواحدة. وما هذا البحث إلاّ خطوات على الطريق، ونقاط على بعض الحروف وقد يوسعها البحث والنقاش، وتغنيها المتابعة منّا ومن إخواننا في فسحة من الزمن، إن يسّرها الله، حتى نتمكّن من الإلمام الصادق بما عندنا من عقيدة نعتز بها في الدنيا، ونأمل من الله حسن المثوبة في الآخرة. وفي الختام أتوجّه إلى السادة القيّمين على هذا المؤتمر، وجميع الأُخوة الأعضاء المشاركين، وكلّ العاملين في هذا الشأن داخل هذا المنتدى وخارجه، لأدعوهم إلى تعزيز العمل بمقتضى القاعدة الذهبية التي أطلقتُها في هذا البحث، وكان سبقني إليها في هذا المجال شيخنا العلاّمة المفضال محمّد بهجة البيطار، ومن قبله العلاّمة ابن قيم الجوزية، والعلامة السيد محمّد رضا رشيد، والإمام حسن البنّا وهي: أنّ نتعاون فيما اتفقنا عليه (وينصح )، ويعذر بعضُنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. مع رعاية أسباب التقريب، والبعد عن إثارة كوامن الحقد والتفريق، بانتهاج الطرق التي ألمحتُ إليها في ثنايا البحث، وغيرها من الطرق القمينة بتحقيق التقريب المنشود لدى أهل الخير من الفريقين... وما ذلك على الله بعزيز. وآخر دعوانا أنّ الحمد لله ربّ العالمين.