ـ(155)ـ نعمتي"(1). 8ـ وذكر السيد الخوئي شبهة من شبهات القائلين بالتحريف وهي: "ان عليّاً كان لـه مصحف غير المصحف الموجود"(2). وقد حاول بعض المفسّرين تفسير النقيصة في القرآن بنسخ التلاوة. يقول أبوبكر الرازي: "نسخ الرسم والتلاوة إنّما يكون بأن ينسيهم الله إيّاه ويرفعه من أوهامهم، ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف"(3). وفي روح المعاني: "وإنساؤها إذهابها عن القلوب بأن لا تبقى في الحفظ، وقد وقع هذا"(4). وهنالك روايات كثيرة وردت في كتب الشيعة والسنة سنوردها في مقام الإجابة عنها. وروايات التحريف الآنفة الذكر، والتي ذكرت التحريف بعبارات متنوعة: "ذهب منه قرآن كثير"، "أسقطت فيما اسقط من القرآن"، "أكلها الداجن"، "لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن"، "النسيان ونسخ التلاوة"، إنّما جاءت من قبل الذين يدّعون أن القرآن لم يُجمع ولم يُكتب في حياة الرسول صلى الله عليه وآله، وإنّما جمع في عهد الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان. وفي بحثنا هذا سنورد الإجابة عن هذه الشبهات، ونورد الأدلة القائلة بأن القرآن كان مكتوباً ومجموعاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله. ________________________________ 1ـ تفسير العياشي 1 195، طهران، المكتبة العلمية الإسلاميّة. 2ـ البيان في تفسير القرآن: 222، الخوئي، دار الزهراء، ط 8 ،1401 هـ. 3ـ معترك الأقران 1: 128، السيوطي، دار الفكر العربي. 4ـ روح المعاني 1: 351، الآلوسي، دار إحياء التراث، ط 4، 1405 هـ.