ـ(153)ـ ويقول الشيخ الطوسي: ?يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ?: يعني يغيّرونها عن تأويلها"(1). ويذكر الشيخ الطبرسي معنيين للتحريف: "أولهما: سوء التأويل، وثانيهما: التغيير والتبديل"(2). ويذكر الشيخ محمد رشيد رضا معنيين للتحريف: ".. يصدق بتحريف الألفاظ بالتقديم والتأخير والحذف والزيادة والنقصان، وبتحريف المعاني بحمل الألفاظ على غير ما وضعت لـه"(3). وخلاصة الأقوال: إنّ للتحريف معنيين: الأول: التحريف المعنوي. الثاني: التحريف اللفظي. والتحريف المعنوي قد وضع بالفعل كما عبّر عنه الإمام محمد الباقر عليه السلام: "... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه"(4). أمّا التحريف اللفظي بالزيادة والنقيصة فلم يقع في القرآن الكريم كما أثبته جمهور العلماء من الشيعة والسنة. وهذا ما سنتناوله في هذا البحث مصادر القائلين بالتحريف: إنّ القائلين بالتحريف ليس لديهم دليل قطعي على مدّعاهم، وإنّما اعتمدوا على روايات شاذة وضعيفة، كما ذكرت في مناقشة العلماء والمحققين لها. نحن نذكر بعضاً من ________________________________ 1ـ التبيان 3: 470، الطوسي، مؤسسة الأعلمي، بيروت والآية 46 من سوء النساء. 2ـ مجمع البيان 1: 173، الطبرسي، المكتبة العلمية الإسلاميّة عن طبعة صيدا. 3ـ المنار 6: 283، محمد رشيد رضا، دار المعرفة، ط 2 بالأوفست. 4ـ الكافي 8: 53، الكليني، دار التعارف، ط 4، 1401 هـ.