وجابر ممن شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بيعة الرضوان. قال جابر قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم الحديبية: «أنتم اليوم خير أهل الأرض». وكنا ألفاً وأربعمائة. شهد مع رسول الله ست عشرة غزوة، وقيل: ثماني عشرة غزوة، وشهد حصار دمشق مع خالد بن الوليد، وواقعة صفين مع الإمام علي. اختلف في شهوده بدراً، وممن ذهب إلى شهوده إياها الشيخ أبو جعفر الطوسي والإمام البخاري. عده البرقي في أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، ومن أصفياء أصحاب علي ـ عليه السلام ـ، ومن شرطة الخميس، ومن أصحاب الحسن والحسين والسجاد والباقر وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في أصحابهم جميعاً كذلك. أقول: أما عدهما ـ رضوان الله عليهما ـ جابراً من أصحاب الرسول وعلي والحسن والحسين والسجاد، فصحيح لاغبار عليه. وأما عدهما إياه من أصحاب الباقر فهو كلام غير دقيق، وذلك لأن معنى كونه من أصحابه أنّه قد صحبه أثناء مدة إمامته، وهكذا يصطلح ويعبر علماء الحديث والتاريخ والرجال، وجابر وإن التقى أبا جعفر الباقر ـ عليه السلام ـ وبلغه رسالة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلاّ أن اللقاء والحديث كان في حياة علي بن الحسين السجاد قطعاً، أي قبل إمامة محمّد الباقر ـ عليه السلام ـ، وذلك لأن وفاة جابر لم تتجاوز عام (78 هـ) وكانت وفاة الإمام السجاد ـ عليه السلام ـ عام (92 أو 94 على المشهور أو 95)، وبذلك يتحقق أو وفاة جابر قبل إمامة الباقر بسنوات طويلة وأنه ليس من أصحابه. قال سيدنا الأجل محمّد المهدي بحر العلوم في رجاله (1): «كان جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ »، إلى أن قال: «وفضائل جابر ومناقبه كثيرة، توفي ـ رضي الله عنه .