أو موضوعية. وعلى كلّ حال فإن أقوال الصحابة بحاجة إلى أن توضع على طاولة البحث والدراسة والتحليل والنقد للوصول إلى الحق منها والعمل به، ورد ما ليس بحق وتركه، كيف لا ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته الأطهار الّذين ثبتت حجية أقوالهم، وأفعالهم يؤسسون لنا قاعدة كلية آبية عن التخصيص في قبول حديثهم ورفضه، وهي أن نعرضه على كتاب الله تعالى فإن وافقه أخذنا به، وان خالفه ضربنا به عرض الحائط (1). ثم انه من الواضح جداً أن هذه النتيجة لا تمثل أي نقص من شخصيات الصحابة أو التجريح فيهم، أو استصغار جهودهم، واجتهاداتهم، ولكن بعد ثبوت عدم عصمتهم لابد من الفحص عما يعد تفسيراً صحيحاً وواقعياً للقرآن الكريم من كلماتهم، وتمييزه عما سواه، خصوصاً أن حركة الكذب قد حصلت حتّى على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ على رغم عظمته ومهابته فكيف لا تقع على الصحابة، والتابعين، وتابعيهم. مصدرية أقوال التابعين في تفسير القرآن الكريم: قال ابن كثير في مقدمة تفسير القرآن العظيم: «فصل: إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد وابن جبير... وغيرهم من التابعين، وتابعيهم ومن بعدهم فتذكر أقوالهم في الآية، فيقع في عبارتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً، وليس كذلك فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو بنظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في أكثر الأماكن، فليتفطن اللبيب لذلك، والله الهادي.