أقوالهم باعتبارها روايات لا دخل للرأي فيها، وبهذا فإن تفسير الصحابي الذي شهد الوصي لـه حكم المرفوع»(1). يقول صبحي الصالح: «أما صحابته الكرام فما كانوا يجرؤون على تفسير القرآن، وهو ـ صلى الله عليه وآله ـ بين أظهرهم يتحمل هذا العبء العظيم، ويؤديه حق الأداء، حتّى إذا لحق ـ صلى الله عليه وآله ـ بالرفيق الأعلى لم يكن به للصحابة العلماء بكتاب الله، الواقفين على أسراره، المهتدين بهدى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من أن يقوموا بقسطهم في بيان ما علموه، وتوضيح ما فهموه، والمفسرون من الصحابة كثيرون»(2). «وكان الصحابة (رض) إذا لم يجدوا التفسير في القرآن، ولم يسمعوه من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، رجعوا في ذلك إلى اجتهاداتهم، لأنهم عاينوا نزول القرآن، ولأنهم كانوا من خلص العرب، يعرفون عاداتهم والألفاظ، ومعانيها، ومناحي العرب في كلامهم، ومعتمدين في ذلك على الشعر الذي هو ديوان العرب»(3). وقال ابن كثير: «إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح والعمل الصالح، لا سيما علماءهم، وكبراءهم»(4). وهذه الكلمات التي نقلناها، وإن عدت اجتهادات الصحابة تفسيراً عند عدم الحصول على تفسير للآية من القرآن أو من السنة لكنها مع ذلك لا تثبت أي حجية لأقوالهم بل تضع مناطات معينة لقبول أقوالهم، وربما توجد بعض العبارات لكبار الأئمة تنافس في أصل القبول.