بين أبناء هذه الأمة يرفع من مكانتها بين الأمم، ويفوت على أعدائها كثيراً من فرص النفوذ المهيأة لهم الآن في ظل هذا الواقع المعاش اليوم. ?والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...?(1). ?...ولينصرن الله من ينصره...?(2). ?واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..?(3). 6 ـ هنا نقطة مهمة غابت عن أذهان كثير من الدارسين، وهي أنّه لم يلتزم مفسرو أهل السنة منهجاً واحداً بعينه فلا يتخطاه أحدهم ليقال هذا هو منهج أهل السنة في التفسير، ولم يكن مفسرو الشيعة كذلك. بل الصحيح أن هناك مدارس ومناهج في التفسير توزع عليها المفسرون بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية وعلى أساس هذا الفهم يجب أن تدرس مناهج التفسير. فكما كان في أهل السنة مفسرون وقفوا عند المأثور، كذلك كان في الشيعة، وكما ظهر الاتجاه الباطني عند بعض مفسري الشيعة فقد ظهر قبله عند بعض مفسري أهل السنة. وكما ذهب بعض مفسري الشيعة إلى التفسير بالقرآن أو بالرأي الملتزم، فقد ذهب بعض مفسري أهل السنة إلى هذا أيضاً. فهناك مدارس في التفسير، لا طوائف. 7 ـ فيما فرضنا أن التراث المعتزلي يوجد من خلال تفسير الكشاف للزمخشري وتفسير القاضي عبد الجبار، يلاحظ أن التراث الزيدي قد أهمل بالكامل حتّى في أوسع الدراسات النقدية، وهذا بلا شك تفريط بقدر لا يستهان به من التراث الإسلامي. نرجو أن تكون دعوتنا هذه قد أخذت موقعها، والحمد لله رب العالمين.