بمقدمات المنهج المقترح، والذي سأتعرض لأهميته، وأتحدث على ضوئه عن الموافقات في الفقه. ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية الشرعية، وأهمية هذا الموضوع، أرى من الضروري تقديم هذا النموذج من كتاب «الموافقات في الفقه بين فقهاء الإمامية وفقهاء جمهور المسلمين» كأطروحة لموسوعة كبيرة تضم معظم المسائل الفقهية، لتوضح الفقه الإمامي إلى العالم الإسلامي من خلال مطابقته للمذاهب الإسلاميّة، وأنهم لم ينفردوا إلاّ ببعض المسائل كما انفرد غيرهم رداً على تلك المدعيات، ويكون واحداً من السبل الكفيلة للتقريب بين المسلمين، ويتعرف بعضهم على بعض، ويجتمعوا على هدى وبصيرة. وخلاصة القول فإن أهمية الموافقات ودراستها تتضح من خلال النقاط التالية: ألف ـ أن دراستنا للموافقات توضح لنا صلة القربى بين المذاهب الإسلاميّة وبالتالي يوجد روح التقريب بين أتباع هذه المذاهب. ب ـ من خلال البحث في الموافقات يظهر للقارئ مدى إجماع الفقهاء من أصحاب المذاهب الإسلاميّة في المسائل الفقهية على مر العصور. ج ـ يمكن أن تساعد دراسة الموافقات في الفقه العلماء والمجتهدين في استنباط كثير من الأحكام الفقهية. وهناك فوائد أخرى كثيرة تتضح عند الخوض في هذا البحث. وقد أشار الشيخ مغنية في مقدمة كتابه(الفقه على المذاهب الخمسة) إلى حوار جميل يرتبط بعض الشيء بموضوعنا، هذا لفظه: «مررت بالمكتبات كعادتي كلّ يوم أبحث عن جديد أخرجته المطابع، فرأيت فيها طالباً من أفراد البعثة التونسية الّذين يتخصصون في الجامعة اللبنانية، ينظر الكتب