والإسلام ينهى منذ بدايته ـ ولو كان في الغرب ـ عن قتل المرأة، والشيخ الكبير، والصبية، والأحبار والرهبان في كنائسهم. ولدراسة هذه القضية الخطيرة لابد من دراسة الماضي القريب والبعيد في الصراع بين الإسلام والغرب في البلقان، وهل يسر الغرب أن يعود هذا الصراع مرة أخرى بعد المقارنة العادلة بين الإسلام والصليبية؟. الإسلام في البلقان: ولا يتجاهل الغرب الذي تمسك بحرية الأديان وغير الأديان أن الإسلام الذي دخل البلقان في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي وأسلم أهلها من قبيلة البوشناق أفواجا لا أفرادا وطائعين لا مركهين، لأنهم تمسكوا بمذهب بوغوميل، وهذا المذهب منفصل عن المسيحية وله سمات وملامح خاصة منها: تحريم لحم الخنزير، والخمور، وعدم الاعتقاد بأن عيسى ابن الله. ولقد كرهت أوروبا المسيحية هذا المذهب كرهاً شديداً وحاولت أن تمنع انتشاره ولكنها لمن تنجح في محاولتها. ولما فتحت الدولة العثمانية القسطنطينية وبدلتها إلى إسلامبول أو إسطنبول امتد نفوذها في البلقان واعتنق أتباع مذهب بوغوميل الإسلام للتشابه الكبير بين الإسلام للتشابه الكبير بين الإسلام ومذهبهم، وعلى سبيل المثال، لما وصل الزحف العثماني إلى مدينة يايشه أعلن 35000 أسرة من سكانها إسلامهم ثم انتشر الإسلام بسبب ذلك انتشاراً واسعاً بين سكان البوسنة والهرسك وغيرهما في البلقان. واثبت المؤرخون كذلك أن الإسلام وصل إلى جنوب أوروبا وشرقها قبل العثمانيين عن طريق التجار المسلمين واعتنق الإسلام قليل من القبائل السلافية ولكن لم تكن لهم حماية وهم في وسط مسيحي، وتحت ضغط واضطهاد تركوا دين الإسلام. ومع فتوح العثمانيين عاد الإسلام إلى تلك المناطق مرة أخرى. والمسلمون في البلقان أبدوا إخلاصهم لهذا الدين حيث قاموا بتعلمه ونشره