الاجتماعية" في الأساس؛ تحمل المسؤوليات ضمن المهام والخيارات والمسؤوليات الإدارية والقانونية والمهام الشخصية المكلف بها واحترام القانون إلا أنه ومن منظار القيم الإسلامية وفي إطار غائية الفلاح يدخل تحمل المسؤولية ضمن دائرة توظيف الإنسان أقصى طاقاته ومؤهلاته ولا تتحدد بالخيارات والواجبات القانونية، ولذا فالمسلمون مكلفون في الظروف الخاصة بتحمل المسؤولية بقدر المستطاع والتفكير دوماً بمساعدة سائر أخوتهم المسلمين "من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس بمسلم". ثم أنه وفي غاية الحصول على الرفاهية يكون الهدف من بلوغ "الاكتفاء الاقتصادي" في أفضل ظروفها الحصول على أفضل الإمكانات المادية والانضمام للاستثمار العالمي، بينما يكون الأمر من زاوية القيم الإسلامية وضمن غاية بلوغ مرحلة الفلاح والنجاة هو السعي والحرص على بذل الجهود وحث الخطى في الميادين الاجتماعية وتجنب الاهتمام بتربية البدن والتكدي وتجنب التعدي على أتعاب وأجور الآخرين. ذلك أن كافة قيم الإنسان تكمن في سعيه وكدحه، "ليس للإنسان إلا ما سعى". وفي الحقيقة أن ما يميز أهداف التعليم والتربية الإسلامية عن أهداف وبرامج التعليم في العالم المادي والتي تسود كثيراً من دول العالم خاصة أميركا وأوروبا عبارة عن: أولاً: النظرة الغائية ومراعاة قيمها في التقرب إلى ذات الحق المقدسة ومرتبة التوحيد وتفتح الوجود والنجاة والفلاح. ثانياً: تطابق وتماشي النظرة الغائية مع السمات والمتطلبات الفطرية والروحية والمعرفية والاجتماعية لدى كافة الناس على مر العصور وتوالي الأجيال. إن كافة الأهداف والبرامج التربوية للإسلام قائمة على أساس الفطرة والعقلانية "ولدينا كتاب ينطق بالحق". خلاصة القول؛ إذا كانت محصلة العولمة وتبلور النظام العالمي الحديث يشكلان تهديداً للاقتصاد الوطني والسياسة الوطنية والهوية والثقافة الوطنيتين للدول والشعوب فإن ذلك سيكون فرصة بلا شك لتفتح وازدهار الفكر الإسلامي والهوية الإسلامية اللذين ينهضان برسالة القيادة الفكرية لكافة الناس الأحرار والباحثين عن الحقيقة في عالم الوجود وذلك استناداً للأصول والمبادئ الفطرية والعقلانية والمنطقية لتعاليم الإسلام وقيمه ذات الصبغة العالمية والشمولية.. هذا الفكر الذي يضمن سلامة وتسامي فكر وروح الجميع في مقابل الإفرازات المضرة للعولمة من خلال التحصن بقوتي العاطفة والمعرفة.