شيء ثم إلى ربهم يحشرون" سورة الأنعام- (38) ومن جهة أخرى، يلاحظ أن الناس هم المعنيون الرئيسون في الخطاب القرآني، لذا يمكن أن يكون كل شخص مهما كان ماضيه هو المعني بالخطاب القرآني. نشير على سبيل المثال إلى: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين قبلكم لعلكم تتقون" سورة البقرة- (21) وكذلك: "يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون" سورة فاطر- (3) وفي آيات نلاحظ الخطاب للإنسان بما هو إنسان: "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه" سورة الإنشقاق- (6) على هذا الأساس، إذا كان ضرورة العولمة الحقيقية هي الإيمان بوجود ضروري وحقيقة غائية ونظرة توحيدية وموحدة ومنسجمة للعالم بحيث لا تعرف معنى للزمان والمكان وتخاطب الإنسان بما هو إنسان، فإن الإسلام مفعم بالتعاليم والآيات والمبادئ التي تؤيد المحاور أعلاه حيث أشرنا إلى عدد من الآيات المباركات من الكتاب العزيز. على أن الإهتمام بالتحقيق والتفحص الكافي في هذا الشأن وكذلك الرجوع إلى السنة وتفسير المفسرين وكذلك آراء ووجهات نظر الفلاسفة المسلمين المعروفين، يجب إيكاله إلى موضوع مستقل ووقت آخر. إن فهم إمكانات وقدرات الإسلام العالية على طريق عولمته وكذلك الوضع الراهن والمسيرة المتنامية لعولمة الدين يستدعي جهوداً مضاعفة ومنسجمة من قبل العلماء والأوساط الدينية وممارسة دور أكثر فاعلية وذلك عبر التنظير ووضع الستراتيجيات المناسبة في هذا المجال.