@ 18 @ يكنى أبا موسى رحل حاجا فلقي بمصر أبا محمد عبد الله بن بري ولازمه وأخذ عنه العربية واللغة والآداب وسمع من أبي محمد بن عبيد الله صحيح البخاري وصدر من رحلته فتصدر بالجزائر عمل بجاية دهرا طويلا ثم بالمرية لإقراء العربية و كان إماما في صناعتها مقدما في معرفتها لا يجاريه أحد في ذلك من أهل عصره مع جودة التفهيم والتعليم وحسن العبارة وإليه انتهت الرياسة في هذا الشأن وهو كان المنفرد به في وقته وله على الجمل مجموع كبير الفائدة متداول بأيدي الناس يسمى بالقانون وقد نسب إلى غيره أخذ عنه جلة وسموه في مشايخهم وتوفي بأزمور من ناحية مراكش سنة 607 قاله لي أبو عبد الله بن الصفار الضرير وقال غيره سنة ست $ من اسمه عتيق $ .
49 - عتيق بن أحمد بن عمر بن أنس العذري من أهل المرية سمع أباه أبا العباس وأجاز له أبو الوليد الباجي بسؤال أبي بحر بحر الأسدي ذلك له ولجماعة معه سنة خمس وستين وأربعمائة ولم أجد لعتيق هذا خبرا إلا ما سمعت أبا الربيع بن سالم يقول سمعت الشيخ أبا محمد يعني عبد الحق بن عبد الملك بن بونة يقول سمعت أبا بحر الأسدي شيخنا رحمه الله يقول لما أراد أبو الفتح السمرقندي أن يسافر من عندنا من بلنسية إلى بلده ذهب إلى الشيخ أبي العباس العذري ليودعه ويسلم عليه وكان لأبي العباس إبنة صغيرة فقال الشيخ أبو الفتح كنت أريد أن أودع الصبية ابنتك فصاح بها أبو العباس فخرجت إليه فأخذها الشيخ في حجره ودموعه تجري إذ كان قد تخلف